البهائية و الحقيقة الإلهية
هناك تشابه كبير بين عقيدة البهائية و النصرانية من حيث تواجد الإله المعبود فى جسد بشري و هذا ما يعبرون عنه فى النصرانية باجتماع اللاهوت و الناسوت فيزعمون أن الله يظهر لخلقه من خلال رسله و أن جسد البهاء أكمل هيكل ظهر فيه الله وهذا شرك قبيح و كفر صريح نعوذ بالله منه إذ كيف يكون خالق الأكوان الذى وسع كرسيه السموات و الأرض بحاجة إلى جسد إنسان؟! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وكذلك هناك تشابه بينهم و بين اليهود فى سوء أدبهم مع ربهم إذ ليس عندهم كبير فوارق بين الخالق والمخلوق حيث يقولون إن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام من الأحد إلى الجمعة ثم تعب و استراح يوم السبت و لهذا يعظمون يوم السبت فنسبوا الله إلى التعب و هو من العجز فقال الله تبارك وتعالى (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب)1 أى من تعب و لما دعاهم ربهم للتصدق قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء فقال الله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق)2 وغالوا فى أشخاصهم حتى قالوا (نحن أبناء الله و أحباؤه ) فقال الله (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير)3
نصوص التأليه من كلام البهاء نفسه :
وهذه بعض النصوص التى تثبت أن حسين المازندراني ادعى الألوهية و إن أنكروا هم ذلك فقد ادعى عدو الله حسين المازندراني أن الله يظهر من خلاله لخلقه ومثال ذلك من كلامه:
"وإن دمي يخاطبني في كل الأحيان ويقول يا طلعة الرحمن" مجموعة أذكار وأدعية من آثار البهاء ص 8 و هذا صريح فى ادعائه أن الله جل وعلا يحل فيه.
ويقول في مجموعة أذكاره ص 78 "وإنك أنت رب البهاء ومحبوب البهاء والمذكور في قلب البهاء والناطق بلسان البهاء".
وفي صفحة 155 يقول "سبحانك يا إلهي قد توجه وجه البهاء إلى وجهك ووجهك وجهه ونداؤك نداؤه وظهورك ظهوره ونفسك نفسه وأمرك أمره وحكمك حكمه وجمالك جماله وسلطانك سلطانه وعزك عزه وقدرتك قدرته" وهذا هو عين عقيدة الاتحاد وهى أن الله اتحد به و اندمج معه و سكن جسده والعياذ بالله
وتتضح عقيدة الحلول والاتحاد عند البهاء حينما يفسر لقاء الله في الآخرة بقوله "وكذلك المقصود من اللقاء لقاء جماله في هيكل ظهوره ــ أي نفسه ــ" الإيقان ص 143.
وكذلك قوله فى الإيقان ص 58 "ويشاهد في تلك الأثناء طلعة الموعود وجمال المعبود نازلا من السماء وراكبا على السحاب يعني أن ذلك الجمال الإلهي يظهر من سماوات المشيئة الربانية في هيكل بشري" نعوذ بالله كيف يكون رب السماوات و الأرض فى هيكل بشري من طين.
ثم تراه يصرح بتأليه نفسه و يدعو إلى عبادة ذاته باسلوب أفدح في كتابه الأنجس المسمى بـ"الأقدس" فيقول ص 81 "من عرفني قد عرف المقصود من توجه إلي قد توجه إلى المعبود".
ثم تأتي الفاضحة التي تعري البهائية من أقنعة التقية وتجردهم من أسلحة المراوغة والتلاعب بالألفاظ وذلك في قول البهاء نفسه:
] يا إلهي إذا أنظر إلى نسبتي إليك أحب بأن أقول فى كل شئ بأني أنا الله[
رسالة الشرح ملحقة بالأقدس ص 257.
هذا هو البهاء مدعي الألوهية يدعو إلى عبادة نفسه بحجة أن الله موجود فيه والنصوص صريحة واضحة لا تحتمل تأويل كما إننا لا نقبل منهم تأويل البتة ذلك لأن أقدسهم يقول ص 106:
"إن الذي يأول ما نزل من سماء الوحي ويخرجه عن الظاهر إنه ممن حرف كلمة الله العليا وكان من الأخسرين في كتاب مبين".
فهم يحرمون التأويل وإجراء النصوص على ظاهرها عندهم واجب لذلك نلزمهم بما ألزموا به أنفسهم و هو إجراء النصوص على ظاهرها .
والأظهر أن البهاء حرم تأويل نصوصه هو أما بقية الكتب السماوية فلم يتعامل معها إلا بالتأويلات الباطلة كما سيأتي.
كانت هذه أمثلة من وسوسة الشيطان ووحيه لعبده البهاء حيث زين له إبليس أن الله اختاره مكانا ليستقر فيه و لسانا يعبر به و قبلة يتوجه إليها عابدوه الذين هم فى الحقيقة عابدوا إبليس .
و إلى القارئ الكريم توضيح أكثر من سدنة هذا الإله الباطل و شارحي كلامه
فقد قال الجلباتيجاني في مقدمة كتابه "الفرائد" ص 15، 16 :
"إن عامة الناس يظنون أنه في إستطاعتهم هزيمة البهائيين حيث يسألون ماذا كان دعواه "أي البهاء"؟ فإن قيل النبوة يقولون ورد في حديث "لا نبى بعدي" فإن قيل الهدوية يردون عليهم بذكر الأوصاف التي وردت في الروايات ولكنهم لا يعرفون أن قائمنا (أي البهاء) يملك منصب الربوبية".
وقال بهائي هندي "إن البهائيين يعتقدون أن دور النبوة قد انتهى وعلى ذلك ما قالوا يوما إنه نبي أو رسول بل هم يعتقدون أن ظهوره هو عين ظهور الله" مجلة كوكب الهند 6ج6 فى 24 يونيو 1927م.
ويقول حيدر علي البهائي في "بهجة الصدور"
"قد أذعنا وأيقنا بألوهية البهاء الذي لا يزال بلا مثال وقديم قدم الجمال".
ويقول بهائي آخر وهو النقابة آل محمد في كتابه " الدليل والإرشاد"
"فقد رأي الرسول صلى الله عليه وسلم الرب سبحانه وتعالى متجليا في حضرة علي محمد الباب". و ما أعجب وقاحة هذا الكذاب ومدى استخفافه بعقول متبعيه إذ أن بينه و بين النبى صلى الله عليه وسلم 1250 سنة
و يقول "فالله جل جلاله يتجلى لعباده مرتين في هذه الدورة :
فأولا بحضرة مظهر الربوبية المبشر الأعظم بحضرة بهاء الله السيد علي محمد الباب ثم بجمال القدم حضرة بهاء الله الذي هو المقصود الأول".
وهكذا يقول البهاء عن أبيه في مكاتبه ص 138 "تجلى رب الأرباب والمجرمون خاسرون وهو الذي أنشأكم النشأة الأخرى وأقام الطامة الكبرى وحشر النفوس المقدسة في الملكوت الأعلى".
هذا هو اعتقاد البهائيين في الله كفر بواح وشر صراح و لا تساوى ثمن هذا الورق و لولا سؤال الناس عنها ما كتبناه .
فمن المعلوم بالضرورة لكل مسلم أن الله أعز وأجل وأكرم وأعظم من أن يحتاج لأحد من خلقه بل كل خلقه إليه فقير وكل أمر عليه يسير لا يحتاج إلى شئ ولا يقوم بشئ بل هو قيوم السماوات والأرض وكل خلقه محتاج إليه هو الصمد الذي تقصده كل المخلوقات بحوائجها فالله هو الغني ونحن الفقراء إليه يملك كل شئ و لا يحيط به شىء.
قال الله تقدس فى عليائه"ولله ما في السموات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا* ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * إن يشأ الله يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا"1.
وقال "يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد* إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد* وما ذلك علي الله بعزيز*"2.
وأما ادعاء هذا الأفاك أن الله يحل فى خلقه و يتحد بهم فهذا فى حد ذاته كفر إذ أن الله سبحانه وتعالى قال فى كتابه الكريم " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون * يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون "1
و قال سبحانه " أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض " و قال النبي صلى الله عليه وسلم كما فى البخاري " ألا تأمنوني و أنا أمين من فى السماء "1 فالآيات و الأحاديث صريحة في أن الله تعالى مستوٍ فوق عرشه فوق السموات السبع غيرمخالط لخلقه و لا حالّ بينهم هذا ما جاءت به الآيات الصريحة و الأحاديث الصحيحة فمن اعتقد غير ذلك من أن الله بين خلقه أو أنه سبحانه
متحد بهم فقد كذب بالقرآن وكفر بالرحمن .
--------------------------------------------------------------------------------
1 سورة ق : 38
2 سورة آل عمران : 181
3 سورة المائدة : 18
1 النساء : 133،132،131
2 فاطر : 17،16،15
1 السجدة : 5،4
1 رواه البخاري ومسلم