صُلْ مدبرا يا شاعر الشعراء *** بعض الكلام مطية الضعفاء
صُلْ مدبرا كم صال قلبك مدع *** ليلا وساق الخيل في البيداء
كم سطر الشعراء و الأدباء *** و المتعرضون لهالة الأضواء
كم أرعدوا كم أزبدوا كم زايدوا *** حتى شكونا كثرة البسلاء
القارعين طبولهم في ساحة *** أجروا بها قبل الدموع دمائي
فإذا بنا نصحوا و حول رقابنا *** حبل تجاذبة يد الأعداء
و إذا بنا بعد انتهاء هتافهم *** موتى نسير بموكب الأحياء
ما قيمة الكلمات في عصر الدما *** عصر انتزع الحق بالأشلاء
ما قيمة الكلمات إن لم تنتفض *** غضبا و تكسر حاجز الإلقاء؟
أمن المروءة أن تداس كرامتي *** و أنا أصول بخطبة عصماء؟
أمن الرجولة أن تهان عقيدتي *** و أنا أندد من وراء خبائي؟
أمن العقيدة أن تكبل أمة *** و يضيع منها موطن الإسراء؟
ويصول طفل بالحجارة بينما *** ترسانتي يرمى بها أبنائي!
فليصمت المتكلمون تفيقها *** في عصر فعل القبضة العصماء
وليستح المتفرجون و خندق *** الإسلام أضحى موطئ الخبثاء
ما عاد في أفق الصراع غمامة *** تخفي صفات الليلة الليلاء
فالشمس تسبح في فضاء خلفها *** تجري دياجي الفتنة الظلماء
فاعكس ضياء الشمس إن لم تستطع *** أن تستغل مدرج العلياء
إن الحياة مواقف تسمو بها *** أو تنحني و العار للجبناء
فغدا ستحكى قصة أبطالها *** إنجازهم يغني عن الإطراء
صالوا على قرآنهم و تمكنوا *** من أسر أهل الكهف والإسراء
و تقاسموا الأنفال إرث كلالة *** فتظلمت لله آي نساء
ثم استدارت خيلهم لتطهر *** الأوطان من إطلالة الشرفاء
و تنعموا بعد الفتوح بفتحهم *** حصن امتهان دعارة و بغاء
و غدا ستحكى قصة أبطالها *** ذادوا عن الجولان عن سيناء
ذادوا عن الأعراض حتى أعلنت *** ساحاتنا عن كثرة اللقطاء
صانوا عفاف القدس لما استنجدت *** بجنودها من خسة الغرباء
يا للفضيحة إن نبوء بعارها *** و نبرر التفريط بالعملاء
فغدا سيحكى أن شعبنا مسلما *** ساسته جهرا حفنة الأجراء
و استخدموه مطية كي يضربوا *** عزم اليد الشماء بالشلاء
و غدا سيحكى أن أرضا أرسلت *** للكون هدي عقيدة سمحاء
منها يد العدوان أضحت صارما *** يجتث راية عزتي و إبائي
أنا لا ألوم القاتلين لأننا *** سلفا فرشنا الدرب بالحناء
لا زال جحر الغرب يلدغ أمة *** مدت إليه أكفها بغباء
إن جاز إعلان البراءة منكم *** يا إمعات أنا من البرءاء
أنا ضد أمريكا و لو جعلت لنا *** هذي الحياة كجنة فيحاء
أنا ضد أمريكا و لو أفتى لها *** مفت بجوف الكعبة الغراء
أنا معْ أسامة حيث آل مآله *** ما دام يحمل في الثغور لوائي
أنا معْ أسامة إن أصاب برأيه *** أو شابه خطأ من الأخطاء
أنا معْ أسامة نال نصرا عاجلا *** أو حاز منزلة مع الشهداء