ومضتْ عجافك يا عراقُ فهل لنا
يا موطني بعد العجاف تلاقيا
وهل السنينُ الماضيات قتلنــــــنا
وجعلنَ من دمنا الطهورِ سواقيا
وتكالبتْ سودُ القلوب بأرضنا
وأسافلاً صارت عليكَ عواليا
ستٌ مضينَ وحزنُ اهلكَ لم يزلْ
وجراحهمْ ما زلنَ فيكَ غوافيا
تعساً لستٍ قد لعبنَ بدمعنـــــــــا
فبواكيا تبكي مصابَ بواكيـــا
هذا اليتيمُ وذاك صوتُ مقيــــــدٍ
من خلفِ قضبان الغزاة مناديا
موتٌ توزَعَ فوقنا وأظلنــــــــــا
فحواضراً مُلئت به وبواديــــا
زرعوا بألوانِ الهمومِ هضابنــا
وجبالُ فقرٍ قدْ شمَخْنَ رواسيـا
ستٌ كأمصالِ السيوف قطعننــا
وغدَونَ من كُثرِ الظلام لياليـا
فيهنَ ما بَرحَ الشقاقُ يسوقنـــــا
وعقارباً تطأُ الورى وأفاعيــا
ماذا أقول وكم تطول مقالتـــي
هل يُرجعُ القول الطويل غواليا
بغدادُ قد لعب الغزاةُ بليلـــــها
ونهارُها ليلٌ غدا كنهاريـــــــــا
بغدادُ عذراً إنْ طرَقتِ فلمْ أجبْ
فالموتُ أغلقني وأغلقَ بابيـــــا
ستٌ مضينَ وهؤلاءِ أراهمُ
ما زالَ مائيَ عندهمْ وهوائيـــا
وبنو العمومةِ يغرقونَ بنومهمْ
ناديتُ فارتدَ الصدى بندائيـــــا
ويَرونَ ما عَملَ الدخيلُ بموطني
أمستْ أماميَ نارُهمْ وورائيـــــا
هذا كتابيَ فاقرأوه فانـــــه
ينعى لكمْ بغدادَ خطُ كتابيــــــــا
ولتعلموا أني برغم مصيبتي
علماً يرفرفُ في المحافل عاليا
سأعود أنثرُ في الفضاء أشعتي
شمساً وأمحو عتمةً ً ودياجيـــــا
ويعودُ فجركَ يا عراقُ على الدنى
ويظلُ عصفورُ الصبيحةِ شاديــا
فالله ربي والرسولُ معلمي
وموجِّهي نحوَ العُلا قرآنيــــــــــا
أنا إنْ كبوتُ فلنْ أنوءَ بكبوتي
وسأمتطي ظهرَ المنيةِ راضيــــا
يَمضونَ والليلُ الطويلُ سينجلي
فالشمسُ شمسي والعراقُ عراقيا