فلنحاسب انفسنا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذاالمحاسبة؟؟
لان الله دعى الى ذلك حيث قال (يايها الذين المنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)الحشر
فالمؤمن الصادق قوام على نفسه بالمحاسبه و العتاب ,يحاسب نفسه على خطواته و لفظاته,وخطراته ,لانه يعلم أنه موقوف بين يدي الله غدا يوم القيامة ’ومسؤول على اعماله و أقواله وجميع احواله.
فعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتزول قدما ابن ادم يوم القيامةحتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما افناه ,وشبابه فيما أبلاه,و ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه,وماذاعمل فيما علم)
أليس من السلامه و النجاة ,ان يحاسب العبد نفسه في الدنيا فينهاها عن غيها ,ويرغبها في خيرها قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم !
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عملائه (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشده ,فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ,عاد إلى الرضى والغبطة, ومن الهته حياته ,وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة)
وكيف لا يندم من ضيع عمره في الشهوات والملذات ,وهتك ستار المحرمات ,حتى فاجأه هادم اللذات ! فصارت اماله في الدنيا احلاما ,وامانيه أوهاما ..ولم يعد أمامه إلا الحساب...!!
..فلنتأمل في واقع من حولنا ..فما حال الناس عنا ببعيد! كم شابا طرقه داعي الموت وهو في عنفوان شبابه! وكم عاصيا أخذه الموت على غرة وهو ساه لاه في شهواته!
وكم سمعنا من حالات الموت المفاجيء ..فذاك مات في حادث ..والاخر بسكته قلبيه ..والاخر بنزيف داخلي ..وغيرها من الامراض التي نسمع بها كل يوم و يذهب ضحيتها كثير من الناس ..وإذا تاملت في احوال الموت و فجأته ..أدركت قيمة محاسبة النفس وأنها من أعضم أسباب النجاة...لأنها توطن المرء و تجعله مستعدا للحساب ,وتدفعه إلى التوبه و الرجوع إلى الله قبل فوات الاوان.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ,وزنوها قبل أن توزنوا ,فإن أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم, وتزينوا للعرض الاكبر (يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافيه)الحاقة
لنعلم أن المحاسبه هي صفة عباد الله المتقين,لانها معينه على ملازمة الطاعة و إجتناب المعصيه و داعيه إلى الاستزادة من الخير,وتلك هي أركان التقوى .
فلنلزم هذا الخلق النبيل ,فإن فوائده عظيمه جليليه والعاملون به قليل ,واعلم أن محاسبة النفس هي الطريق على الإطلاع على عيوبها ,فكيف تزيل عيوبك من غير محاسبه ؟!و أن ثمار المحاسبه هي التوبه و الندم و الإنكسار بين يدي الله ومعرفة حقوق العباد و الإحتراس من شطحات النفس وزيغها ,والإجتهاد في طاعة الله و الإستكثار من الخير .

كيف نحاسب انفسنا؟

لا شك أن المحاسبة هي مراجعة مدى الإلتزام بشرع الله ومدى التقصير في أداءه بدءا بالاهم قبل المهم ,ومدى المساس بمحارم الله التي نهى عنها ومن ثم فعلينا أن نعمد إلى محاسبة النفس كما يلي:

1- ان تحاسب نفسك عن أداء الفرائض و أهمها الصلوات,
هل اديتها في وقتها و بخشوع فإذا راينا ان في ذلك تفريطا فلنتداركه بالتوبه و الإستغفار و الندم .
2-أن تحاسب نفسك على إقتراف السيئات و كافة المناهي ,
3- أن تحاسب نفسك على الغفلة عن الإقبال إلى الاخرة و الإشتغال بالدنيا الفانيه.
4- ان تحاسب نفسك على حركات الجوارح ,فتحاسب نفسك على الكلام الذي قلته و أين مشيت و ماذا بطشت يديك وما الذي نظرت إليه عيناك ,وسمعته إذناك .

اسباب معينه على المحاسبه

1- ان يعلم العبد أن محاسبته لنفسه اليوم راحة له من الحساب غدا يوم القيامة وكلما اهملها اليوم اشتد عليه الحساب غدا .
2-أن المحاسبه لا تدل إلا على الخير ,فهي نفع حاصل باليقين لانها طريق الاخرة ,اما تركها فهو غفلة قد تجر إلى الهلاك.
3-الاطلاع على احوال السلف مع محاسبة النفس .
4- صحبة الأخيار و مجالسة الصالحين الذين يحاسبون انفسهم.
5- زيارة القبور و الإكثار من ذكر الموت
6-التفرغ للعبادة و المداومةعلى ذكر الله والاستزادةمن الخير
7- البعدعن اماكن اللهو ورفقاء السوء فإنهم يشغلون النفس بالسفاسف و المغريات ,فتمل و قتئذ الملامة والحساب , وتستلذ المعاصي فيصعب على المرء الرجوع و الإقلاع عنها .
فلنفعل بهذه النصائح,ولنعلم أن نتاجها وحصادها يانع بإذن الله يوم نلقاه. قال الله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا)ال عمران .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.