هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الإبراهيمي . يُلحِق عامة المسلمين باسمه جملة صلى الله عليه وسلم () لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه، ويزيدها الشيعة صلى الله عليه وآله إكراما لأهل بيته، ويؤمن المسلمون كافة أنه خاتم النبيين، أرسله الله ليكون هاديا ومبشرا ونذيرا ورحمة للعالمين.
ولد في مكة في ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة. ثم نزل عليه الوحي وكلف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سرا لثلاث سنوات، قضى بعدهن عشر سنوات أخر في مكة مجاهرا بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم.
هاجر إلى المدينة المنورة والمسماه يثرب آن ذاك وهو في الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارض دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أخر داعيا إلى الله كل من استطاع إليه سبيلا، وأسس بها حضارة جديدة أضاءت العالم أجمع هي الحضارة الإسلامية، حيث علم المسلمين كل ما يحتاجونه لعبادة الله حق عبادته، وزرع فيهم مفاهيم سمحة يَصلُح بها ما بين الفرد ونفسه وما بين الفرد والناس، إلى أن توفاه الله بها عن عمر يناهز الثالثة والستين بعدما وحد العرب على كلمة التوحيد.
أبوه وأمه
أبوه عبد الله بن عبد المطلب والذي توفي قبل ولادته بستة أشهر وهو في تجارة إلى الشام[ ، ويتصل نسبه إلى النبي إبراهيم. وقد اتفق على سلسلة النسب حتى عدنان كما سبق. وأمه آمنة بنت وهب من بني زهرة من سادات قريش. ولد محمد يتيم الأب، فأرسلت آمنة بنت وهب إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ففرح به فرحا شديدا، فجاء مستبشرا ودخل به الكعبة شاكرا الله، واختار له اسم محمد ولم تكن العرب تسمي به آن ذاك، وختنه يوم سابعه كما كانت هي عادة العرب.
[ مراضعه وإخوته في الرضاعة
أول من أرضعته من المراضع -وذلك بعد أمه بأسبوع ثويبة مولاة أبي لهب التي كانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، ثم عرض على مرضعات بني سعد بن بكر، فرفضنه ليتمه فخافوا من قلة ما يعود عليهم من أهله، فأخذته حليمة السعدية رضيعا وزوجها الحارث بن عبد العزى. وإخوته منها عبد الله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث والشيماء وكانت تحضن معه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. وكانت تذهب به لأمه كل بضعة أشهر، وقد عاش في بني سعد سنتين حتى الفطام وعادت به حليمة إلى أمه لتقنعها بتمديد حضانته خوفا من وباء بمكة وقتها ولبركة رأتها وزوجها من هذا الرضيع فوافقت آمنة