أبطول اللحى وفي الفم عود ندعي علما أصله مفقود
أم بقص القميص أم مسح خف عن حمى شرعنا الأخطارَ ندود
لا بهذا ولابذاك مياه وجه إسلامنا إليه تعود
ليس ذاك إلا جزيئاتُ كلٍ ما له تبعيض ولا تحديد
إن إيمانكم ببعض الكتاب معْ جحود لبعضه مردود
والجزاء عليه خزي بدنيا والعذاب في غيرها لشديد
إن تثبيطكم عزائم خلق الل ه عن نصر دينه لعنود
إن عددنا الصلاة فرضا ينجي من لظى فلها الجهاد نديد
فلماذا تهاون الكل جبنا في جهاد العدى ونحن عديد؟
أو لم تعلموا يقينا بأن ذا الجهاد في شرعنا معدود؟
ليت شعري هل جاءكم وعد نصر إن خذلتم الدين أم جاء وعيد؟
أم إله السماء خصكم بال عفو من بيننا ونحن شهود؟
أم أنتم مدعو الشجاعة في غ ير المكان الذي بها معهود؟
إن نسر في هواكم اليوم فالغا ية طبعا إلى الهوان أكيد
يستغيث الإسلام أين حماتي؟ جرحه غائر ولا تضميد
يوم كان عزيزا حيث ينادى به يجب له صدى ورعود
تذكرون ذكرى عمورية إذ خربت دورها وحصن عتيد
إثر صيحة الهاشمية وامع تصماه هل أنت راض شهيد
فأجاب النداء لبيك أخت ا ه وصاح النفير وهو سعيد
حينه الدين كان في عز قوم خصمهم ذليل ودوما طريد
يومها كانت الحمية للدي ن حماية والحميُّ رشيد
في سبيل حماية الدين يلقى بالإمارة والحياة يجود
لا نرى وقتها عدوا يرجي رعب شبل وقد حمته أسود
إذ يرى الإعتداء في شخص فرد اعتداء يحمي حماه جنود
ذاك عهد مضى ألا فاذكروه علنا من معينه نستفيد
واذكروه إذ ظل عالم شرع يحتمي فيه أهله والبعيد
ثم أتى على الشريعة عهد انمحت بالهوان معه عهود
حولت فيه شهوة الحكم والمل ك أمورا بها الرجال تسود
فاضمحلت بذاك غيرتنا عن ديننا واعترى جذاها خمود
هكذا أطفأنا مشاعل عز قد حباها من الخمود الجدود
وانقصمنا قطعان شاء وكل عن حظيرة نافح ويشيد
عندها أدركت جموع الصليب أننا هنّا واعترانا جمود
فاستغلوا انخذالنا بعد أن را عهم منا بسالة وصمود
وبكت حظها الحنيفية إذ أزريت بيننا ونحن شهود
وكساها الأعداء ذلا وقد كا ن عليها من مجد عز برود
وبكت حظها إثرها على دور إسلا *** م خلت منه واحتواها اليهود
وبكت مسجدا تحول قهرا *** بيعة لليهود فيها سجود
وبكت آذانا تحول ناقو *** سا له في عليائه ترديد
وبكت أمة أهينت وكل *** منطو على نفسه وقعيد
وبكت محرابا بكت منبرا من *** هول ما قد أصابه وهو عود
مثل هذا يذيب قلبا عطوفا *** وهو آس بوضعنا وكميد
إنه لوضع أليم يعاش *** ما لنا في انتفاء ذاك بنود
اعتداء في كل صقع وفوضى *** مزقت معهما الحمى والحدود
يستغيث بنا الضعاف وقد حا *** قت بهم في أيدي الأعادي قيود
ما بهذا التغاضي والجبن يلقى *** مؤمن صبره العزاء الوحيد
حين خذله الجميع ولم يل *** ق منهم إلا الرثا والصدود
فبكى واستبكى الفؤاد دماء *** خضبت أمشاق بها وخدود
ليت شعري هل يوجد اليوم حر *** أبيّ النفس للمعالي يقود
مطيع ربه وعاص هواه ***رحمة لنا للأعادي مبيد
لا كمن ينطوي على عار ذل ***ويرى أن أمره محمود