عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا يغني حذر عن قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة ". أخرجه الحاكم في المستدرك.
مما نزل: من بلاء نزل فيرده الله استجابة لدعاء عبده، أو يعينه جراء دعائه بالصبر. مما لم ينزل: يصرفه عنه، أو يمده قبل النزول بتأييد يخففه، أو يصرفه عنه. يعتلجان: يتصارعان.
الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء وخصيمه، يدفعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، فهو بحق سلاح المؤمن.
وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات:
أحدهما: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه إن كان ضعيفاً.
الثالث: أن يتقاوما، ويمنع كل واحد منهما الآخر.
وقد روى الحاكم أيضاً عن ابن عمر، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء".