الأندلس من الفتح إلي السقوط - (6) عهد الولاة ج2
تحدثنا سابقاً عن الفترة الأولى إلا قليلاً فتحدثنا منذ سنة 96 حتى سنة 114 هـ و انتهى الحديث عند موقعة بلاط الشهداء و التي كانت في منطقة بواتيه و مني المسلمون فيها بهزيمة و توقفت الفتوح للجيش الإسلامي و استشهد عبد الرحمن الغافقي رحمه الله في موقعة بلاط الشهداء.
·كانت بلاط الشهداء- كأنها أحد جديدة فقد ترك الرماة في أحد مواقعهم و خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم طلباً للغنيمة فأنزل الله سبحانه و تعالى:
" منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الآخرة". كما قال جّل شأنه: "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم"
·هزم المسلمون بعد النصر كما حدث أيضاً في بلاط الشهداء فقد التفّ النصارى حول المسلمين طلباً للغنيمة ثم حدثت الإنكسارة في جيش المسلمين و هزموا. "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم" " و لقد عفا عنكم" و يقول ابن كثير في هذه الآية عفا عنكم أي لم يستأصلكم.
·و هكذا أيضاً في بلاط الشهداء لم يستأصل الجيش الإسلامي و لكنه عاد و انسحب ليقوم من جديد.
·و لقد تدارك رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمر في أحد بسرعة و حمّس المسلمين و ذكّرهم بالآخرة كما حدث لاحقاً في موقعة حمراء الأسد فقد قام رجل من المسلمين في بلاط الشهداء و هو عقبة بن الحجاج رحمه الله لكن لم يكن هذا في أرض بواتيه و كان في أرض الأندلس لهذا لم تقم موقعة كموقعة بلاط الشهداء.
·الفارق بين أحد و بين بلاط الشهداء أن غالب جيش المسلمين في بلاط الشهداء كانت الدنيا في قلبه لذلك لم يعودوا مباشرة كما عادوا في أحد.
·استشهد عبد الرحمن الغافقي رحمه الله فلم يتمكن من تحميس الناس في بلاط الشهداء كما حدث في أحد.
·عندما أشيع أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات في غزوة أحد حدث الفرار و حدثت الهزيمة المرة و حدث إنكسار كبير. و كذلك لمّا استشهد عبد الرحمن الغافقي رحمه الله انسحب المسلمون من غزوة بلاط الشهداء.