الأندلس من الفتح إلي السقوط - (5) عهد الولاة ج1
يبدأ عهد الولاة بعد رجوع موسى بن نصير و طارق بن زياد سنة 96 هـ و يستمر حتى سنة 138هـ.
استمر عهد الولاة حوالي 42 سنة. و كان يتولى حكم الأندلس في هذه الفترة والياً يتبع الحاكم العام للمسلمين و هو الخليفة الأموي الموجود في بلاد الشام في دمشق و كان سليمان بن عبد الملك في أول عهد الولاة ثم توالى من بعده الحكام في بني أميّة : عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك و هكذا إلى آخر الدولة الأموية.
· كان أول الولاة هو عبد العزيز بن موسى بن نصير بأمر من سليمان بن عبد الملك رحمه الله و كان كأبيه في جهاده و في تقواه و في ورعه كما كان يقول عنه ابوه عرفته صوّاماً قوّاماً) و كان مجاهداً في سبيل الله و وطّد الأركان بشدة في منطقة الأندلس و توالى من بعده الولاة.
· تولى 22 والي في خلال فترة عهد الولاة التي استمرت 42 سنة أو 20 والي و منهم 2 تولوا مرتين فيصبح 22 فترة حكم خلال 42 سنة أي أنّ كل والي لا يحكم إلاّ سنتين أو ثلاث.
مما لا شك فيه أنّ هذا التغيير قد أثّر على بلاد الأندلس تأثيراً سلبياً. و لكن كان الولاة يستشهدون في سبيل الله أثناء جهادهم في بلاد فرنسا.
أمّا في الفترة الثانية من عهد الولاة فكان الولاة يغيّرون بالمكائد و الإنقلابات و المؤامرات و ما إلى ذلك.
أي أنّ الفترة الأولى تختلف بالكليّة عن الفترة الثانية. و نستطيع أن نقسم فترة عهد الولاة إلى فترتين رئيسيتين بحسب طريقة الإدارة و طريقة الحكم.
الفترة الأولى :
هي فترة جهاد و فتوح و عظمة للإسلام و المسلمين و هي فترة تمتد من سنة 96 هـ إلى سنة 123 يعني 27 سنة.
الفترة الثانية :
و هي فترة ضعف و مؤامرات و مكائد و ما إلى ذلك فتستمر من سنة 123 هـ إلى سنة 138 هـ يعني 15 سنة.
سنقف على بعض الولاة لما لهم من الأهمية.
تميزت الفترة الأولى من عهد الولاة بنشر الإسلام في بلاد الأندلس بعد أن تمكن المسلمون من توطيد أركان الدولة في بلاد الأندلس بدأ المسلمون يعلمون الناس الإسلام. و كانت الفطرة السوية للناس عندما تعرف هذا الدين تختاره بلا تردد.
· وجد الأسبان في هذا الدين ديناً متكاملاً شاملاً ينظم كل أمور الحياة و وجدوا في هذا الدين عقيدة واضحة و عبادات منتظمة و تشريعات في السياسة و الفقه و في التجارة و الزراعة و المعاملات و وجدوا التواضع الكبير جداً للقادة و وجدوا تفاصيل كيف تعامل والديك و زوجتك و أبناؤك و جيرانك و أقرباؤك و أصدقاؤك و كيف تعامل من تعرف و من لا تعرف و كيف تتعامل مع عدوك و أسيرك.
· لقد تعود الأسبان فصلاً كاملاً بين الدين و الدولة فالذين عندهم بعض المفاهيم اللاهوتيه الغير مفهومه الذين يأخذونها و لا يستطيعون أبداً تطبيقها، أمّا التشريعات فيشرّعها لهم من يحكمهم من الناس. أمّا في هذا الدين فقد وجدوا الأمر مختلف، فلم يستطيعوا أبداً التخلف عن الإرتباط بهذا الدين فدخلوا في الإسلام أفواجا، و أصبح عموم أهل الأندلس من المسلمين في فترة قليلة جداً حتى أنّ غالبية السكّان كانت من أهل الأندلس الأصليين و أصبح العرب و البربر قلة، لكن لم يغير هذا أبداً الحكم في الأندلس بل أصبح أهل الأندلس هم جند الإسلام و أعوان هذا الدين و هم الذين اتجهوا بعد ذلك إلى فتوحات بلاد فرنسا.
· بدأ المسلمون يتزوجون من الأندلسيات و نشأ جيل جديد عرف باسم جيل المولّدين : الأب عربي أو بربري و الأم أندلسيّة.
· بدأ المسلمون يلغون الطبقيّة فقد جاء الإسلام و ساوى بين الناس حتى كان يقف الحاكم و المحكوم سواءاً بسواء للتحاكم في المظالم أمام القضاة.
· أتاح المسلمون في هذه الفترة الحريّة العقائدية للناس و تركوا للنصارى كنائسهم، أمّا إذا وقفوا على بيع كنيسة من الكنائس اشتراها المسلمون و أحياناً كانوا يشترونها بأثمان باهظة و كانوا يحولونها بعد ذلك إلى مساجد، أمّا إن رفض النصارى بيع كنائسهم تركوها لهم و ما هدموها أبداً (كل ذلك و هم محكومون من قبل المسلمين). انظر إلى هذا الأمر و قارن بين ما يفعله المسلمون في آخر عهد الأندلس فيما عرف باسم محاكم التفتيش الأسبانيّة بعد انتهاء الحكم الإسلامي في بلاد الأندلس.
· اهتم المسلمون أيضاً في هذه الفترة بتأسيس الحضارة الماديّة و الإدارة و العمران و نشر الكباري و القناطر:
أنشأوا قنطرة عجيبة جداً تسمى قنطرة قرطبة و هي من أعجب القناطر الموجودة في أوروربا في ذلك الزمان.
أنشأوا دياراً كبيرة للأسلحة و صناعة السفن و بدأت الجيوش الإسلاميّة تقوى في هذه المنطقة.
· من السمات المميّزة أيضاً في هذه الفترة أن الأسبان بدأوا يقلدون المسلمين في كل شيء حتى أصبحوا يتعلمون اللغة العربية و بدأ الأسبان النصارى و اليهود يفتخرون بتعليم اللغة العربييّة في مدارسهم.
· و من السمات المميزة أيضاً لهذه الفترة أنهم اتخذوا قرطبة عاصمة لهم، حيث كانت طليطلة هي عاصمة الأندلس و لكنها كانت في الشمال و هي قريبة من فرنسا و من منطقة الصخرة فكانت غير آمنة أن تكون هي العاصمة، فاختار المسلمون مدينة قرطبة في اتجاه الجنوب حتى تكون قريبة من المدد في بلاد المغرب.
· من السمات المميزة جداً جداً في هذه الفترة الأولى من عهد الولاة هو الجهاد في فرنسا و قد كانت له خطرات كبيرة جداً في هذه الفترة و نذكر بعض الولاة الذين كان لهم السبق في الجهاد في هذه الفترة منهم:
السمح بن مالك الخولاني رحمه الله و هو والي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه و أرضاه، و قد حكم عمر بن عبد العزيز المسلمين في الفترة ما بين 99 هـ و 101 هـ أي سنتان و ستة أشهر على الأكثر و في هذه الفترة القليلة عمّ الأمن و الرخاء و العدل في بلاد المسلمين، و كانت اختيارات عمر بن عبد العزيز تشبهه رحمه الله فاختار السمح بن مالك الخولاني هذا القائد الربّاني المشهور في التاريخ الإسلامي و هو القائد الذي انطلق إلى بلاد فرنسا.
كان بفرنسا مدينة إسلاميّة واحدة و هي مدينة أربونة التي فتحها موسى بن نصير بسريّة من السرايا لكن السمح بن مالك الخولاني فتح كل منطقة الجنوب الغربي لفرنسا و أسّس مقاطعة ضخمة جداً هي مقاطعة سبتمانيا.
استكمل الفتح و أرسل يعلم الناس الإسلام ثمّ لقي ربّه شهيداً و كان استشهاده يوم عرفة سنة 102هـ.
تولى بعده بعض الولاة حتى نصل إلى :
عنبسة بن سحيم رحمه الله و كان قائداً تقياً ورعاً و هو الإداري العسكري المسلم المشهور في التاريخ الإسلامي. كان مجاهداً حق الجهاد و قد حكم بلاد الأندلس من سنة 103 هـ إلى سنة 107 هـ و وصل في جهاده إلى مدينة سانس و هي على بعد 30 كم من باريس في أقصى شمال فرنسا، فباريس العاصمة ليست في وسط فرنسا و لكنها في أقصى شمال فرنسا و يعني هذا أنّ عنبسة بن سحيم قد وصل إلى 70% من أراضي فرنسا. أي أن 70% من أراضي فرنسا كانت بلاداً إسلاميّة. و استشهد عنبسة بن سحيم و هو في طريق عودته.
ثم بدأت الأمور في التغير.
· فتولى مجموعة من الولاة بعد عنبسة بن سحيم الخولاني كان آخرهم يسمى الهيثم الكلابي و على غير عادة السابقين كان هذا الرجل متعصباً لقومه و قبيلته و كان عربياً.
· بدأت تحدث خلافات بين المسلمين العرب و المسلمين البربر بحسب العرق و بحسب العنصر و هو أمر لم يحدث من قبل في بلاد المسلمين في هذه المناطق حتى هذه اللحظة.
· دارت معارك و مشاحنات بين المسلمين العرب و بين المسلمين البربر حتى منّ الله سبحانه و تعالى على المسلمين برجل اسمه :
عبد الرحمن الغافقي رحمه الله :
· الذي ألغى العصبيات و أعاد الدين من جديد و وحّد الصفوف و بدأ يبث في الناس روح الإسلام الأولى التي جمعت بين البربر و بين العرب و التي لم تفرق بين عربي و لا أعجمي إلا بالتقوى.
· بعد أن وحّد عبد الرحمن الغافقي الناس و ظنّ أنّ القوة قد اكتملت في الإيمان، أخذ الناس و اتجه ناحية فرنسا ليستكمل الفتوح من جديد و دخل إلى مناطق لم يدخلها السابقون فدخل أقصى غرب فرنسا و أخذ يفتح المدينة تلو المدينة ففتح مدينة آرل ثمّ مدينة بودو ثمّ مدينة طلوشة ثم مدينة تور ثمّ وصل إلى بواتيه و هي المدينة التي تسبق باريس مباشرة و الفارق بينها و بين باريس حوالي 100 كيلومتر إلى غرب باريس. و مدينة بواتيه على بعد 1000 كيلومتر من قرطبة يعني أنّه توغّل كثيراً جداً في بلاد فرنسا في اتجاه الشمال الغربي.
عسكر في مدينة بواتيه عند منطقة تسمى البلاط، و البلاط في اللغه الأندلسية تعني القصر. و كان بهذه المنطقة قصراً قديماً مهجوراً عسكر عنده عبد الرحمن الغافقي و بدأ ينظم في جيشه ليلاقي جيش النصارى.
· كانت حملة عبد الرحمن الغافقي هي أكبر حملة تدخل إلى بلاد فرنسا و كانت تصل إلى 50 ألف مقاتل.
· كانت هناك مشكلة كبيرة جداً في حملة عبد الرحمن الغافقي، و هي أنّ هذه الحملة كانت تفتح المدينة تلو المدينة و تجمع الغنائم فكثرت الغنائم جداً في أيدي الرجال.
بدأ المجاهدون ينظرون إلى هذه الغنائم و يفتنون بهذه الأموال الضخمة التي حصلوا عليها. و اشتهرت بين الناس فكرة : هو أن نعود إلى بلاد الأندلس و نضع هذه الغنائم هناك حتى لا يأخذها منّا الفرنسيون، لكن عبد الرحمن الغافقي رحمه الله جمع الناس و قال: ما جئنا من أجل هذه الغنائم و ما جئنا إلا لتعليم هؤلاء الناس هذا الدين و لتعبيد العباد لرب العباد سبحانه و تعالى و أخذ يحفز الجيش على الجهاد في سبيل الله و أخذ الجيش و انطلق إلى بواتيه برغم أنف الجنود.
عندما وصل إلى بواتيه ظهرت أمور جديدة في الجيش، فقد تجددت من جديد العصبيات التي كانت قائمة بين العرب و البربر بسبب كثرة الغنائم. و اختلفوا في توزيع الغنائم و أخذ كل واحد ينظر إلى ما بيد أخي، فقال العرب أنهم أحق لأفضليتهم ، و قال البربر: نحن الذين فتحنا البلاد و نسي الجميع أن الفاتحين الأوائل لم يفرقوا أبداً بين العرب و البربر بل و بينهم و بين من دخل الإسلام من الأندلسيين.
· اجتمعت العصبيّة و اجتمع الحرص على الغنائم كما اجتمع إلى جوار ذلك الإعتداد بالعدد الضخم فرقم 50 ألف مجاهد لم يسبق في تاريخ الأندلس. فأخذتهم العزة بهذا الرقم و ظنّوا أنّهم لن يغلبوا و من جديد (حنين جديده) " و يومئذ إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم من الله شيئاً، و ضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليّتم مدبرين" فالمسلمون لم ينتصروا أبداً بعدتهم و عتادهم و لكن كانوا ينتصرون بطاعتهم لله و معصية عدوهم لله سبحانه و تعالى. و للأسف الشديد مع وجود هذا القائد الربّانيّ التقيّ الورع إلا أنّه كانت توجد عوامل هزيمة كثيرة داخل جيش المسلمين.
· يأتي جيش النصارى من باريس على رأسه رجل يسمى تشارل مارتل و يلقبونه في العربيّة بقارلة فيقال على تشارل أنه "قارله" و مارتل هو لقب و تعني المطرقة و سمّاه بهذا الإسم بابا إيطاليا لأنّه كان شديداً على أعدائه و كان من أقوى حكّام فرنسا على الاطلاق. و أتى بـ 400 ألف مقاتل من النصارى أي 8 أضعاف الجيش المسلم.
· لم تكن تهز هذه الأرقام الفاتحون الأوائل أبداً و لكن جيش المسلمين فيه عوامل ضعف عديدة و جيش النصارى ضخم و كبير و تبعد هذه المنطقة 1000 كيلومتر عن قرطبة أي أنّهم بعيدون جداً عن المدد.
· و التقى الجيشان في موقعة من أشرس المواقع الإسلامية على الإطلاق في منطقة بواتيه و استمرّت الموقعة 10 أيّام كاملة و كانت في رمضان سنة 114 هـ و كانت الغلبة في البداية للمسلمين على قلة عددهم لكن النصارى في نهاية الموقعة فطنوا إلى كمية الغنائم الضخمة المحملة في خلف الجيش الإسلامي فالتفوا حول الجيش و هاجموا الغنائم و بدأوا يسلبوا غنائم المسلمين فارتبك المسلمون و أسرعوا ليحموا الغنائم الكثيرة فحدث ارتباك شديد في صف المسلمين و حدثت هزّة أدّت إلى هزيمة للجيش الإسلامي في هذه الموقعة –موقعة بواتيه- أو موقعة بلاط الشهداء.
· لم تذكر الروايات الإسلاميّة عدد الشهداء في هذه الموقعة و لكنّ الروايات الأوروبيّة تبالغ كثيراً في أعداد الشهداء في هذه الموقعة لدرجة أنّ بعض الروايات تذكر أنّ من قتل من المسلمين فيها يبلغ 375 ألف مسلم و هو رقم مبالغ فيه جداً حيث أنّ جيش المسلمين لم يتعدّ 50 ألف.
· يقول الأوروبيون في رواياتهم أنّه لو هزم المسلمون الفرنسيين في موقعة بلاط الشهداء لفتحت أوروبا جميعاً و لدّرس القرآن في جامعات أوكسفورد و غيرها من الجامعات الأوروبيّة. و الله كانت تعاسة لهم أن أنهزم المسلمين و لو انتصروا لانتشر الخير في هذه البلاد و لكن ظلوّا في ضلالتهم و ظلوّا في غيهم يعبدون غير الله و يشركون به سبحانه و تعالى.
· انسحب جيش المسلمين، و مع أنهم انهزموا وانسحبوا إلاّ أنّها لم تكن هزيمة ساحقة كمّا صوّرها جيش النصارى حتى أن جيش النصارى لم يتبع جيش المسلمين إلى بلاد الأندلس بل اكتفوا بما أخذوه من الغنائم و ما قتلوه من القتلى.
وقفة مع موقعة بلاط الشهداء:
يقول الله تعالى:" يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور".
اغترّ المسلمون بهذه الدنيا التي فتحت عليهم.
عن عمر بن عوف الأنصاري رضي الله عنه يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" فوالله ما الفقر أخشى عليكم و لكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"..... رواه البخاري و مسلم.
انظر إلى كلام الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين إن فتحت الدنيا عليهم فيتنافسونها كما تنافسها السابقون فتهلكهم هذه الدنيا كما أهلكت السابقين فهذه من سنن الله سبحانه و تعالى في الكون..
أمر آخر من عوامل الهزيمة و هو العنصريّة و العصبيّة القبليّة التي كانت بين العرب و بين البربر في هذه الموقعة.
شاهد الفرنسيون أثر الخلاف الذي نشأ بين العرب و بين البربر و أدّى إلى هزيمة المسلمين، و وعت الكتب الفرنسيّة هذا الأمر و ظلّت تحفظه على مدار التاريخ حتى مرّت الأيّام و مرّت السنوات و دخلت فرنسا في بلاد الجزائر و احتلت الجزائر من سنة 1830 و حتى سنة 1960 و لما قامت الحركات الاستقلاليّة سنة 1920 فكرت فرنسا في عدة خطوات للقضاء على هذه الحركات الاستقلاليّة، فضربت العرب بالبربر فبدأت تشيع في داخل البربر أنكم قريبون من العنصر الآري و هو العنصر الأوروبي و بعيدون عن العنصر السامي و هم العرب حيث أنّ بشرتهم بيضاء و عيونهم زرقاء و شعورهم صفراء على غير ما يتخل الناس من وصف البربر.
طبعاً الإسلام لا يفرق بين هذه العناصر و بعضها إلا بالتقوى.
كان البربر يتمسكون بلغتهم العربية على مدار الأيام ، لكنّ فرنسا بدأت تكثف من تعليم اللغة الفرنسية في مناطق البربر و منعت تعليم اللغة العربية حتى يفصلوا البربر عن العرب في منطقة الجزائر،و لكنها لم تفلح في تحويل ديانة البربر الإسلاميّة الأصيلة إلى النصرانيّة أبداً فظلوا على إسلامهم و إن كانت اللغة قد تغيّرت.
و لكن عندما بدأت فرنسا بهذا الأمر بدأت تذكي اللغة البربريّة في اللغة المنفردة لهذه القبائل في هذه البلاد فبدأت تعلم اللغة الأمازيغيّة.
فالبربر الذين يعيشون في منطقة الجزائر تسمى قبائل الأمازيغ و لهم لغة خاصة بهم و هم يمثلون 15% من شعب الجزائر. حتى أن فرنسا أنشأت عام 1967 أكاديمية لتعليم اللغة الأمازيغيّة و بدأت تكتب اللغة الأمازيغية بحروف لاتينية فاللغة الأمازيغية لغة منطوقة و ليست مكتوبة.
و بدأت فرنسا في اجتذاب الشباب من البربر لتعلمهم اللغة الأمازيغيّة في فرنسا، و بدأت تحذف الكلمات العربية من اللغة البربرية.
أنشأت فرنسا عام 1998 الأكاديمية العالمية للبربر فبدأت تجمع البربر من مناطق المغرب العربي و تعلمهم اللغة الخاصة بهم و كل ذلك لفصل العرب عن البربر، وتفصل عن الأذهان أن هذه الجموع ما هي إلا جموع إسلاميّة.
و في نفس هذا الوقت رفضت فرنسا المشروع الذي تقدم به جوسبان رئيس وزراء فرنسا سنة 1999 لشيراك بإقرار بعض اللغات المحلية داخل فرنسا و قال له إنك بهذا تريد بلقنة فرنسا أي جعلها كدول البلقان و هي بلاد متفرقة بحسب العرق و بحسب العنصر.