الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الأخيار وكلهم أخيار والنخالة من أتى من بعدهم من الخلوف التي قعدت عن كتابة تاريخها بل كانت معول هدم لمجد أجدادهم المؤثل .
لقد جعل الله تبارك وتعالى لكل شيء سننا تسير عليه لا تخرج عن مسارها الذي حدد لها . وان من سنن الله في تاريخ البشر ان لكلٍ ما سعى . كلٌ يعمل على شاكلته. من جد وجد. من زع الخير حصل الخير. ومن زرع الشر حصد الشر.الكون كله مسخر للبشر أجمعين لا فرق بين مسلم وكافر بل الكل يكدح لأن الذي خلق الكافر هو الذي خلق المسلم و(ما من دابة في الأرض الا وعلى الله رزقها)الأية.
والتاريخ لا يرحم أحدا بل كل شيء يدون. والتاريخ يعيد نفسه لا على منطق التكرار ولكن على منطق الاعتبار.
ولاشك أن التاريخ الذي نشهده ونقرؤه ونسرده وننتقده قد كتب بجهود أصحابه بوقتهم وأموالهم وأنفسهم ودمائهم وأهليهم، ولهذا عاشوا على صفحات التاريخ نحيى بموتهم ونثبت بمواقفهم. فلولاهم لما كتب التاريخ بل لم نكن أصلا. عاشوا لأنهم كتبوه بمهجهم وأعمارهم وقد حكم الله تعالى بأنه سبحانه(لايضيع أجر المحسنين).
فانظر أيها الانسان الى سير الأنبياء والمرسلين والصحابة الأخيار والتابعين والأئمة العاملين وشيوخ الاسلام والدعاة والمصلحين سترى أن التاريخ قد أكل جزء من حياتهم كل بحسبه.
فإلى كتابة التاريخ بالسير على نهج هؤلاء بالنظر في سيرهم والاقتباس منهم عسى أن نكون ممن كتب سطرا على صفحات التاريخ.
هذه رشفات من القلب وخطرات من الفؤاد أحببت أن أكتبها على صفحات التاريخ.