قد يكون الخوف من المستقبل أو الخوف من مواجهة صديق ما أو الخوف من مواجهة يوم عمل مشحون بالمهمات؛
ولكن مهما اختلف «شكل» الخوف الذي «يهاجمنا» إلا أن المشاعر السلبية تبقى هي ذاتها.
وتكون هذه المشاعر السلبية قادرة فعلاً على أن تمنعنا من ممارسة حياتنا بالشكل الذي نريد.
فمن منا لم يشعر يوماً بالخوف؟ ولم يشعر أن الخوف «يكبله» فعلاً ويمنعه حتى من التفكير في كيفية التصرف والمواجهة؟.
لا يوجد أي شخص في العالم إلا وشعر بالخوف في حياته، إذ إن معظم الناس في جميع أنحاء العالم كانوا قد تعايشوا مع مخاوف مختلفة أثرت بشكل مباشر على حياتهم.
وعلى الرغم من اختلاف «شكل» الخوف و»نوعه» إلا أن آثاره على المرء وسيطرته على حياته تعتبر هي ذاتها.
إذ إن الخوف من المرض أو الخوف من عدم تحقيق النجاح المهني أو الخوف من عدم القدرة على إقناع الطرف الآخر بمشاعرك؛ تعتبر كلها مشاعر يمكن أن تكبل الشخص وتمنعه من الاستمتاع بالحياة، في حال لم يكن قادراً على التعامل معها بالشكل الصحيح.
ولكن كيف يمكن أن نسيطر على الخوف ونمنعه من أن يكبلنا في هذه الحياة؟.
يقول الخبراء، إن الشجاعة تبدأ بمعرفة كيفية السيطرة على الخوف ومواجهته ومنعه من أن يعيق قدرتنا على التفكير.
هل الخوف شعور مفيد؟
على الرغم من أن الخوف يعدّ من الأمور التي تساعدنا على مواجهة الحياة، إلا أن «الإفراط» في الخوف يمكن أن يكون له رد فعل عكسي.
إذ يقول الخبراء، إن الخوف من الفشل على سبيل المثال يمكن أن يحفزنا على العمل الجاد لكي نبعد الفشل عنا ونحقق ما نريد في هذه الحياة.
ولكن في حال سمحنا لمشاعر الخوف أن تتملكنا، فإن الخوف من تحقيق النجاح يمكن أن يؤدي إلى الفشل.
ولكي تسيطر على الخوف، قام الخبراء بتحديد الخطوات التي تساعدك على مهاجمته.
تعرّف إلى «خوفك»
لكي تكون قادراً على مواجهة الخوف، فإنه من الضروري أن تحدد هذا الخوف بشكل دقيق.
ويقول الخبراء، إن إعطاء «هوية» للخوف يعتبر أول خطوة في السيطرة عليه.
وهنا يجب أن تكون دقيقاً جداً في تحديد الخوف.
وعندما يقوم الشخص بتحديد مخاوفه، وينظر بشكل أوضح وأدق إلى الأمر الذي يخيفه، فإنه يكون أكثر قدرة على التعامل معه وبطرق أخرى أكثر فعالية.
ويمكنك أن تنظر إلى الخوف على أنه تحدٍّ وأنك قادر على مواجهته على سبيل المثال.
انظر إلى الخوف بإيجابية
عندما تواجهك مشاعر الخوف، فإنه من الضروري أن تحافظ على «وجهة نظر» إيجابية قدر الإمكان لكي تكون قادراً على السيطرة عليه.
وعوضاً عن السماح للأفكار السلبية بأن تسيطر عليك وتعزز مشاعر الخوف، حاول أن تزيلها نهائياً من دماغك؛ فلا تفكر أن جميع الأمور من حولك ستنقلب إلى الأسوأ.
وهنا حاول أن تفكر في الأمور الإيجابية التي يمكن أن تعطيك الدفع إلى الأمام.
وعلى الرغم من أن هذا التصرف يمكن أن لا يكون سهلاً في البداية إلى حد ما؛ إلا أن مساعدة الدماغ على التفكير بإيجابية يمكن أن يتحول إلى عادة مع الوقت.
واجه خوفك ولا «تهرب»
من أسوأ الأمور التي يمكن أن يقوم بها الشخص عندما «يظهر» الخوف أمامه هو «الهرب».
إذ تظهر شجاعة المرء عند قدرته على مواجهة الخوف والسيطرة عليه؛ فأنت في الواقع لن تخسر في حال واجهت الخوف إلا أنك ستكون الخاسر حتماً في حال لم تجرب حتى مواجهة الخوف.
وفي حال شعرت بالخوف مثلاً من مواجهة صديق ما؛ لا تتردد في الجلوس معه، بعد أن تجمع الأفكار التي تدعم موقفك وآراءك، وأكد لنفسك أنك قادر على إقناعه بوجهة نظرك؛ أو قد تفاجأ من أن يكون الموقف مع هذا الصديق مجرد سوء تفاهم.