ذكرى تمر وعبرة تتكرر
تطوى لحكمتها الحياة وتنشر
ذكرى بها تنجاب كل مصيبة
صفو الحياة بمثلها يتكدر
ذكرى بها تحيا القلوب وينجلي
عنها الصدى وقيودها تتكسر
ذكرى الرسول وأي ذكرى هذه
ماذا أقول حيالها وأحرر
يا قوم ما أنا بالمبالغ ههنا
أبدا ففضل محمد لا يحصر
مثل يكل البال عن تعدادها
ويضيق عن أن يحتويها الدفتر
وصفاته تنبيك عنه بأنه
بحر ولكن غوره لا يسبر
وقف الأنام على شواطىء عامة
فتعجبوا مما رأوا وتحيروا
عفوا رسول الله يا من جئتنا
بشريعة كالصبح بل هي أنور
يا من بعثت بأمة أمية
كانت بأذيال العمى تتعثر
في أمة جهلاء بات كبيرها
وصغيرها مما بها يتذمر
رأووا الأمانة فيك يسطع نورها
والصدق ينضح من هداك ويقطر
قد كنت ينبوع الفضيلة والهدى
منك السماحة والندى يتفجر
ولدت بمولدك الفضائل كلها
فانهارت الفحشا وزال المنكر
وتصدعت للظلم أكبر قلعة
قد كان كسرى تحتها يتبختر
فانكب مبهوتا يقلب طرفه
وكأنما هو في خيال يعبر
وإذا بذياك الخيال حقيقة
تتغير الدنيا ولا يتغير
رغم العصور السود ظلت آية
كبرى لعاقبة الذين تجبروا
يا قوم إن الله ليس بغافل
فالله مطلع رقيب ينظر
يجزي ذوي الايمان عن إيمانهم
خيرا ويصلي ناره من يكفر
يا قوم هل معنى التقدم أننا
ندعوا لما يدعو إليه الفجر
يا قوم هل معنى التقدم أننا
بالدين نهزأ بالشريعة نسخر
أنزيغ عن هدي الرسول محمد
عمدا ونلوي خدنا ونصعر
وتروح نطلب من فرنسا شرعه
عمياء قد مرت عليها أعصر
هبت على الدنيا عواصف ظلمها
فكأنما هبت عليها صرصر
يا شرعه هي في الحقيقة لم تكن
إلا كما يرضى ويهوى قيصر
أيعطل القرآن في أوطانه
ويسود دستور الفرنج ونصبر