ابن بغداد نائب المدير
اوسمة الشرف : عدد المساهمات : 385 نقاط : 787 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل : 14/09/2012
| موضوع: تصريحات المسؤولين الإيرانيين دلالات وتساؤلات / منير العربي الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 1:10 pm | |
| تصريحات المسؤولين الإيرانيين دلالات وتساؤلات / منير العربي مازالت إيران منذ انطلاق الثورة السورية المباركة تمدد العون للنظام السوري وتوفر له كل سبل الدعم والمساندة السياسية والعسكرية والمالية وغير ذلك، ولم يكن ذلك خافيا على أحد رغم إنكار ومناورة نظام الملالي الفرس وادعائهم أن دعمهم سياسي ومعنوي لا غير، فالشهادات والأدلة الميدانية من الأسرى لدى الجيش الحر والسفن الحربية الإيرانية التي أرسلت إلى سوريا وغيرها كلها أدلة دامغة واضحة على التدخل والمساندة الميدانية المباشرة بما لا يدع مجالا للشك والتشكيك، رغم أن هذا الحال لا يحتاج إلى إقرار أو اعتراف من قبل المسؤولين الإيرانيين بوجود جنودهم على أرض الشام سوريا الحبيبة، أقول رغم ذلك فهم يصرحون بذلك بكل وقاحة وصفاقة وربما تفاخر! وهذا أمر له عدة دلالات: منها: أن النظام السوري قد وصل إلى أسوء حالاته منذ انطلاق الثورة، ولم يعد قادرا على مواصلة حربه ضد شعب سوريا المسلم ووصل إلى مرحلة خطيرة يلزم معها وجود دعم خارجي معلن من أقوى حلفاء النظام في المنطقة وهو النظام الإيراني لعل ذلك أن يشكل ردءً للنظام ويهدئ من مخاوفه أو يبعث الخوف في نفوس داعمي الثورة ومسانديها. ومنها: توجيه رسالة واضحة صريحة قوية إلى الأطراف الداعمة للثورة السورية أن التدخل الإيراني معلن ملؤه التحدي ولا يحابي أحدا وأنها قد أرسلت جيشها إلى سوريا شاء من شاء وأبى من أبى، فما الذي يستطيع داعمو الثورة السورية فعله؟ فإيران وضعتهم على المحك في حرب تحولت من النيابة إلى الأصالة. ومنها: أن إيران عازمة بجد على تشكيل جبهة حقيقية ضد أهل السنة في المنطقة، واستغلال الوضع في سوريا وتحويله من أزمة إلى فرصة ومسوغ للشروع في ذلك الهدف، وعدم التفريط بالنظام السوري لأنه إن سقط فلن يعود، وهذه بلا شك مجازفة خطيرة جدا سيكون لها أثر عكسي على النظام الإيراني. ومنها: أن التوقيت يحمل في طياته الكثير، فقد جاء هذا التصريح بعد حدوث أمرين اثنين على قدر من الأهمية في الساحة السورية، أولهما وصول الأخضر الإبراهيمي الذي التقى السفير الإيراني قبل لقائه بشار الأسد!!! وهذا أمر له دلالاته الواضحة، إضافة إلى أن الإبراهيمي شخصية مشبوهة بالنسبة للثورة السورية فمواقف حكومة الجزائر سلبية تجاه الربيع العربي من حيث العموم، وبالنظر إلى هذا الحدث فإن أن إيران ماضية مع النظام السوري حتى النهاية سواء أكان هناك مبعوثون أم لم يكن، وسواء أكان الإبراهيمي أم غيره. أما الأمر الثاني فهو وصول شحنة أسلحة على متن سفينة قادمة من ليبيا إلى الثوار السوريين قبل أيام، وحمولة هذه السفينة تبلغ 400 طن وهي الأكبر منذ انطلاق الثورة وتتضمن أسلحة متوسطة وصواريخ مضادة للطائرات الأمر الذي سيدفع المواجهة باتجاه الحسم بشكل أكبر من ذي قبل، فلا بد لإيران من رفع معنويات النظام وتخفيف روعه وإظهار دعمها له. وبعد هذا وذاك نسأل سؤالين اثنين: الأول: بعد أن اعترفت إيران وأعلنت وصرحت ... ماذا سيكون موقف حكومة المالكي؟ التي هي الداعم الثاني لنظام الأسد والتي جعلت من العراق ممرا جويا وبريا بين إيران والأسد، فهذا الأمر محرج لها بدرجة كبيرة وبخاصة مع نفيها المستمر مساندتها لنظام الأسد، رغم تواتر الأدلة والبراهين على مشاركتها في قمع الثورة السورية المباركة، فهل سوف تعلن أيضا وجود جنودها في سوريا لتقديم العون لنظام الأسد أم أنها سوف تستمر في التقية والكذب؟ أم أنها ستبتدع لها موقفا خاصا على غرار الموقف اللبناني؟ وأنى لها ذلك. والسؤال الثاني: ما هو موقف الأطراف الداعمة للثورة السورية المباركة بعد انكشاف الوجه الإيراني الصريح ودورها في الثورة السورية؟ هل سوف ترسل جنودها إلى سوريا، أم سوف تتخذ من إيران موقفا مشابها لموقفها من نظام الأسد على اعتبارهما شريكين في قتل الشعب السوري المسلم، فتقطع العلاقات وتطرد السفراء؟ أم سوف تدعم الحركات المعارضة لنظام ملالي طهران؟ وبالتأكيد نحن نتكلم هنا عن الدول المسلمة والشعوب المسلمة، ولا نقصد الغرب لأن القضية قضيتنا وليست قضيتهم، والمصيبة مصيبتنا وليست مصيبتهم، والواجب واجبنا نحن المسلمين وليس واجبهم. أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه، وهذا أسوء الاحتمالات، نحن ننتظر. | |
|