للقدس أرسل أحرفي و كتابـــــــي.......... و لها أصوغ تسائلي و جوابــي
و على يديها أرتمي فتضمـــــــني......... كالطفل مدفوعــــاً عن الأبـــواب
للقدس يحملني حنيــــــن مهاجـــر.......... و يشدني شــــوق الى أحبابـــــي
و المسجد الاقصى يلمـلم ادمعـــي.......... و يعيدني متعــــلقا بشـــــــبابــي
يجثوا بعيداً و الــعدو يسومُــــــــه.......... سوء العذاب و يكتــوي بعذابــــي
عتبي على نفسي التي أقعدتـُــــــها......... أوآهُ لو ذاقـــت مرار عتابــــــــي
ألقدس تندبني و تسدل طرفـــــــها.......... و هضابها مسلوبة و هضــــــابي
تشكوا لنا شكوى التي قد ضيــعت.......... شيم الرجال و عـزة الأعـــــراب
أو تشتكي حزن الثكــالى عنــــدما.......... كادت لهن مكـائد الأرهــــــــــاب
تبكي و تندب و الشقائق أينـــــعت.......... و تلونت و تخضـبت بخضــــابي
ضمأى الى ماء الـــفرات و أنــــه........... مثلي يعاني سطوة الأغـــــــراب
أبكيه ما يبكــي الحبيـــب حبيـــبه........... وألفه في أذرعــــي و ثيابــــــــي
و أضمه حتى تشـــــابك أظلعــــي........... بظلوعه و جنابه بجــــنابــــــــي
والسيف و الخيل التي ما أُلجمت........... ظلت تدق سنابـــــكا بترابــــــــي
أمست تخمر في المعاقل وجههــــا........... متلثمات خشيــــــة الإعجــــــاب
مشتاقة و الموت يبرق حولــــــــها........... و ظهورها مشتــــــــاقة لركـاب
و القيد أثقل بعضها فاستمكــــــنت............ من قيدها و اســـــابـــقت لإيــاب
و الريح تتبعها و تجري خلفــــــها............ و المسك فاح مخالطا أطـــــيابي
هذا صلاح الدين يعلوا صوتـــــــه............ و الشوق يسبقه الى المــــحراب
و رجال حق قد بدت راياتهـــــــــم............ من اهل بدر عزتــــــي و ايـاب
و أتت الى المسرى جموع طلائع............. و الرمح مختال عن الأعطـــــاب
و سهام ليل لا يخيب رماتـــــــــها............. و سيوف حق أغمدت برقــــاب
و القوم قد قاموا قيام جماعــــــــة.............. و تفاخروا بالعلم و الانســــــاب
و تقاسموا و الله يشهد عهدهــــــم.............. و تبايعوا و المسك في الانخاب
الله اكبر لو محَـمَّـد بينـــــــهــــــم ...............و الشيخ فيه قائـــم بكــــــــتاب
و السيف يحمـله علــــى أعدائــــه.............. و القول فيهم غضبة الخطــاب
و الخيل تجري مسرعات نحوهــا............. متسابقات دونما إتـــــــــــــعاب
تحمي لــظاها إن بدت نيرانهـــــا.............. و تزيدها من دونما إغضــــاب
فيصيح شعري مادحا و مذكــــراً.......... ....من دونما شح و لا إطـــــــــناب
الله أكبر و الطـــــــلائــع أقبلـــت.............. من خان يونس سادة الأعـــراب
و من الخليل تسابقت فتـــــيانــــها............. و من المرابع أشرف الأنســـاب
القدس تشكوا و الرجال تلحفـــــت........... مثل النساء و قد لبست حجابــــي
فبكيتُ حزنــاً و الدموع تساقطــت............. فــوق الجفون و غلـِّــقت ابوابــي