لِمَ الحزنُ ، والدمعُ الذي يتحدّرُ؟=وقلبك من فرط الأسى يتفطّرُ
لِمَ اليأسُ والبؤسُ المقيمُ ؟ ألا ترى=بأن وعود الله لا تتغيّرُ
وليس لما قد قدّر الله دافعٌ= فلستُ أبالي بالعدا ما يدبّرُ
إليه زمام الخلقِ والأمرِ حكمةً=وأمسي ويومي والقضاء المقدّرُ
رأيت فؤاد المؤمن الحيّ ثابتاً= يجلله عزم من الصبر أصبرُ
فلا بدّ من يوم اعتلاءٍ وصحوةٍ=وأصنامهم من دوسها تتكسّرُ
ولا بدّ من يومٍ ترى كلّ باطل=زهوقاً ،ذليل الرأس ، والحق يظهرُ
كأني أرى موج السرايا ملبّداً=وأسمع كل الكون" الله أكبرُ "
أرى السيف لا ينبو ولا الرمح ينثني=وخيل التقى تعدو ولا تتعثرُ
وصبح الأماني فيلقٌ إثر فيلقٍ=وليل الأعادي ثورة تتفجرُ
وتُشرقُ من وجه الوجود شريعتي=فكل جميل في محيّاه يُزهرُ
ترى الطير في كلّ النواحي مسبّحاً=وصمّ الحصى فينا سجودا تكبّرُ
رفعنا لواء الحق والعدل فانبرت=ملائكة الرحمن فينا تؤزرُ
فيا فرحة الجنات فيمن تقدموا=ويا حسرة الدنيا على من تأخروا
أيا راية الإسلام نورك قد علا=وتلك جنود الحقّ تنهى وتأمرُ
إذا ما دعت فالكل يفدي بروحه=ولا عاش من يغلي الحياة ويُؤثرُ
ستمضي عصور الذلّ والهم والونى=ستمضي كما مرت صروف وأدهرُ
لنا في ضواحي الصرب حصنٌ ومسجدٌ=وفي ساحة الأسبان غرس ومنبرُ
وفي الهند آثارٌ،وفي الروس إخوةٌ=وتجري لنا في باحة الصين أنهرُ
لنا ما زوى الداجي لتحيا خلافة=تصوم لرب العالمين وتفطرُ
ثقوا يا بني الإسلام بالله واصبروا=وسيروا على نهج النبيّ وأبشروا
إذا احلولكت ظلماء ليل وعسعست=فإن ضياء الفجر أزهى وأنضرُ
هي الأمة الموعودة النصر لا تمت=لو الروح في حلقومها تتغرغرُ
تجلت على هام الليالي عزيزة=على صخرها تدهى الدواهي فتدبرُ
ستهوي لأعداها صروح منيعة=ويعلو لها في مقلة الزهر منبرُ
ركائبها التقوى وأسهمها الدعا=ودستورها القرآن ، والصبر مئزرُ
وناصرها الله الذي عزّ شأنهُ=هو الخالق العدل القوي المدبّرُ
فكن جندها أو ضدّها يا مفكرا=وكل له عقبى ، وأنت المخيرُ
ولا تحزنن للحقّ فالحقّ ظاهرُ=ولكن ترى هل كنت للحقّ تنصرُ؟