من ثمرات العلم
الحمد لله رب العالمين أحمده سبحانه، وأثني عليه الخير كلّه فهو المتوحّد بإستحقاق جميع أنواع المحامد، فالحمد له كثيرا كما أنعم كثيرا، وأسأله سبحانه أن يجعلني وإياكم ممن يحمده ويشركه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد غبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيدا.
أما بعد فأسأل الله جلّ جلاله لي ولكم أن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابنلي صبر، وإذا أذنب استغفر، كما أسأل المولى جلّ جلاله أن يجعلني وإياكم ومن نحب من عباده وأولياؤه الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، وأسأله أن يبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأن يجعل قليل علمنا حجةً لنا لا حجةً علينا.
ثمّ إن العلم والحرص عليه من علامات محبة الله جلّ وعلا للعبد، قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، فدلّ الحديث بمنطوقه على أن من تفقه في الدين وكان فقهه نافعاً له أنه من علامات إرادة الله جلّ وعلا به الخير، ودلّ بمفهومه مفهوم المخالفة على أن من ترك العلم وسعى عنه إلى غيره فإنه ممن لم يرد الله به خيرا، لأنه ولا شك العلم يرفع العبد كما قال جلّ وعلا: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة:11]، فأهل الإيمان مرفوعون عن غيرهم وأهل العلم من أهل الإيمان أعلى من عموم أهل الإيمان بدرجات، ?وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً? [الإسراء:21]، فلله جلّ وعلا الحمد على أن وفق من وفق منا إلى الإقبال على العلم والحرص عليه فنسأل المولى جلّ جلاله أن يثبتنا على هذا السبيل وأن يجعلنا ممن يرد حوض النبي عليه السلام غير مغيرين ولا مبدلين ولا محدثين إنه سبحانه جواد كريم.
موضوع هذه المحاضرة " ثمرات العلم"، ولا شك أن العلم له ثمرات ودل على ذلك قول الله جلّ وعلا: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? [المجادلة:11]، فمن ثمراته المنصوص عليها في القرآن أن أهل العلم مرفوعون درجات، ومن ثمراته المذكورة في القرآن ما جاء في سورة النساء في قوله جلّ وعلا: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً (66) وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ? [النساء:66-69]،... الأية.
فدلت الأية على أن الذي يعلم وعمل فإن هذا خير له في دنياه وخير له في آخرته وأنه إن أورثه العلم الطاعة فإنه مع الأنبياء والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وفي القرآن لم يأمر الله جلّ وعلا نبيا أن يسأل المزيد من شيئ إلا من العلم فقال سبخانه في سورة طه: ?وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً? [طه:114]، وهذا مما يدلك على جلالة قدر العلم أن الله جلّ وعلا خصّ به أنبياءه، وخص به أولياءه فإن العبد كلما كان أكثر علما وأورثه العلم ثمراته من العمل وغيره، فإنه أقرب إلى ربه جلّ وعلا فقد قال سبحانه: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ? [فاطر:28]، يعني إن أحق الناس خشيةً لله جلّ وعلا الذين يعلمون الرب جلّ وعلا بذاته وأسمائه وصفاته وما جاء في شريعة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، لا شك إذاً أن للعلم ثمرات، وثمرات العلم لا تستحصيها مثل هذه المحاضرة ولا بد لكل أحد منكم أن يسعى إلى العلم أولاً ثمّ أن يتفطن لنفسه إن سعى إلى العلم هل حصّل ثمرات العلم أوهل ناله من ثمرات العلم ما ناله العلماء من ذلك أم لم ينل من ذلك شيئا أم كان متوسطاً إلخ، لهذا نقول لا شك أن العلم الذي يعتني به الناس قسمان، كما هو ظاهر في حياة الناس، العلم الذي يعتني به الناس قسمان:
علم يراد للدنيا وعلم يراد للدين، والدنيا يعطيها الله جلّ وعلا من يحب ومن لا يحب، ولكن الدين لا يعطيه الله جلّ وعلا إلا من يُحب، وهذا كما جاء مأثورا فإنه من معنى قوله عليه الصلاة والسلام: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، ومن معنى قوله: «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه»، والعلم لما كان منقسماً إلى علم يراد لدنيا وإلى علم يراد للدين فإن العلماء نظروا في التفضيل بينهما كما قال الشافعي رحمه الله: ((لما أردت طلب العلم نظرت فإذا العلم علمان: علم لصلاح الأبدان وعلم لصلاح الأديان، فنظرت فإذا العلم الذي لصلاح الأبدان لا يعدو الدنيا، وإذا العلم الذي هو لصلاح الأديان للدنيا ولآخرة فأقبلت على الفقه وتركت الطب))، وكان هو ممن نال طرفاً من علوم مختلفة من الطب والأدب والاراثة إلخ، لهذا إذا قلنا ثمرات العلم فنعني بها العلم الذي هو أعظم فائدة وأجزل عائدة، وهو الذي يراد للدنيا والآخرة، الذي يصلح الله جلّ وعلا به الدنيا ويصلح الله جلّ وعلا به الآخرة، دنيا العبد طالب العلم في نفسه وآخرة العبد طالب العلم لنفسه، وكذلك دنيا غيره والمجتمع وكذلك آخرة الأمة جميعاً كما سيأتي في ثمرات طلب العلم.
لهذا قال العلماء العلم علمان: علم نافع وعلم غير نافع.
أما العلم النافع، فهو العلم بالله جلّ وعلا يعني علم الدين العلم الذي يراد للآخرة، الذي يُصلِح الله جلّ وعلى به دنيا العبد وُيصِلح به آخرتَه، وهذا العلم هو في الحقيقة النافع لأنه نفع العبد في حياته كلها وحياة العبد منقسمة إلى حياة أولى وحياة أخرى، فحقيقة العلم النافع النفع المطلق الكامل هو علم الشريعة علم الدين، العلم بالله جلّ وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلّم وبما أنزل من حدود جلّ جلاله، لهذا لما تكلم بعض السلف في الأنساب، وسُئِل هل علم الأنساب من العلم النافع قال: هوجهالته لا تظر، يعني لا تضر العبد في دينه ولا تظر العبد في دنياه وآخرته معاً فوجّه إلى أن يعتني طالب العلم بالعلم الذي ينفعه في دنياه وفي آخرته وهذا العلم النافع هو العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقد صحّ عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي موسى رضي الله عنه كما في الصحيح أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة نقية قبِلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فاستقى الناس وشربوا وزرعوا، وكان منها طائفة إنما هي قيعان لا تنبت كلأ ولا تمسك ماء فذلك مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى ومثل من علِمَ وعلَّم»، وهذا الحديث لا شك أنه يدل على أن العلم الذي خص الله جلّ وعلا به أنبياءه وخصّ أعلى الأنبياء مقاماً محمد صلى الله عليه وسلّم بأعلى العلم هو العلم الذي ورّثه النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحضٍ وافر»، لهذا العلم النافع هو الذي له الثمرات التي سيأتي الحديث عن بعضها، فإذاً العلم علمان: علم نافع وعلم غير نافع.
والعلم النافع هو علم الدين وهو الذي تكلم عنه شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية وناقل علمه وحافظ سيرته حيث قال في نونيته في أبياته المشهورة لما تكلم عن الجهل والعلم قال:
و الجهـل داء قاتـل وشفاؤه أمران في التركيب متفقـان نص من القـرآن أو من سنـة وطبيب ذاك العالـم الرباني والعلـم أقسـام ثلاث مـا لها من رابع و الحق ذو تبيـان علم بأوصـاف الاله و نعتـه و كذلك الأسمـاء للديان والأمر والنهي الذي هو دينـه وجزاؤه يوم المعـاد الثـاني و الكل في القرآن و السنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان والله مـا قـال امرؤ متحذلق بسواهمـا إلا من الهذيـان
إلى آخر كلامه...
فجعل العلم النافع الذي يضاد الجهل ويُثمر الثمرات العظيمة في الدنيا والآخرة، جعله ثلاثة أقسام:
الأول: ((علم بأوصاف الاله ونعته))، أو ((وفعله))، وهذا يعني به التوحيد ولا شك أن التوحيد الذي هو حق الله على العبيد العلم به هو أعظم أنواع العلوم بل هو أفضل العلوم لما؟ لأن العلم يتنوّع بتنوع المعلوم والتوحيد يبحث في أي شيئ؟ يبحث في أسماء الله جلّ وعلا وفي صفاته وفي وما يستحقه جلّ وعلا وفي حق الله جلّ وعلا على العبيد وما يتصل بذلك، فإذاً المعلوم بالتوحيد، المعلوم بعلم التوحيد هو ما يتصل بالرب جلّ جلاله وما يُضاف إليه من نعوت الجلال وأسماء الجمال والجلال، فلهذا كان أفضل العلوم التوحيد، قال العلماء لأن فضل العلم بفضل المعلوم، وشرف العلم بشرف المعلوم ولهذا كان التوحيد أفضل العلوم، وأشرفها، وأيضا التوحيد هو أفضل العلوم النافعة لأنه يُصلح إعتقاد العبد ويصلح باطنه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال في بيان تفضيله وعظم قدره عليه الصلاة والسلام: «إني لأعلمكم بالله وأخشاكم لله وأتقاكم لله»، فكلما زاد العبد علماً بالله جلّ جلاله وبما يستحقه وبما يُضاف إليه جلّ وعلا كان لا شك أعلم، فهذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن العلم بالله جلّ جلاله، العلم بالتوحيد يورث صلاح الباطن، يورث صلاح القلب، يورث صلاح العبد فيما بينه وبين الله جلّ جلاله ولهذا قال العلماء إن عمل القلب متنوع وقول القلب هو إعتقاده، إعتقاده في الله جلّ وعلا يعني العلم بالتوحيد، وما يتصل بالإعتقاد هذا قول القلب والإيمان قول وعمل فلابدّ من قول القلب وعمل القلب؛ وقول القلب هو إعتقاده، وعمل القلب متنوّع، ولا بدّ من قول اللسان وعمل الجوارح في الإيمان لهذا يعظم العبد إخلاصا ونيةً إذا كان له الحض الأكبر من هذا العلم النافع الذي هو توحيد الله جلّ وعلا و العقيدة الصحيحة، لهذا ينبغي لك أن تلحظ المعنى هذا في قوله عليه الصلاة والسلم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لمرء ما نوى» وفي رواية أخرى: «وإنما لكل إمرء ما نوى»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، والنية محلها الفلب فرجع الأمر إلى أن أعظم أنواع العلم النافع هو علم التوحيد الذي به صلاح القلب والذي إذا صلح القلب صلح الجسد كله، فإذاً العلم هذا هو أعظم ما تتوجه له في طلبك للعلم لأن العمل يأتي بعد، ولأن الصلاح يأتي بعد، فإذا صحّ قلب العبد وصحّت نيته وصح علمه بربه جلّ جلاله ومعرفته بالله جلّ وعلا فإنه ولا شك لا بد أن يخشع ولا بد أن ينيب إلى ربه وإن حصل منه غفلة فلا بد أنه يرجع سريعاً ولا يكون مُعرِضاً عن الله جلّ وعلا.
العلم الثاني: من العلوم النافعة بعد علم التوحيد الذي يشمل توحيد العبادة، توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية، هو ((علم الأمر والنهي)) وهو علم الحلال والحرام، علم ما يصح من عبادتك و ما لا يصح، يعني علم الظاهر وهذا هو الذي يسمى علم الفقه، وسمي علم الفقه لظاهر قول الله جلّ وعلا: ?فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة:122]، وما جاء في الأحاديث من ذكر الفقه، لكن في الحقيقة أن الفقه في القرآن، الفقه هو الفهم، الفقه هو الفهم فلهذا صار الفقيه هو العالم الذي يفهم معنى كلام الله جلّ وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلّم وهذا كما في قوله تعالى: ?وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ? [الإسراء:46، الأنعام:25]، يعني أن يفهموه، فإذاً تسمية علم الفقه اللي هو يبتدئ من الصلاة إلخ... والصلاة يعني وما قبلها من الشروط: الطهارة والمياه التي يتطهر بها وما يتصل بذلك، هذا كله جعلوه كذلك لأنه بعد الشهادتين وهما أعظم أركان الإسلام، وإلا في الحقيقة بعض العلماء قسم الفقه إلى قسمين: فقه أكبر وفقه أصغر، وجعل الفقه الأكبر الذي هو التوحيد وهذا لأجل أن يحضى التوحيد والفقه جميعاً بقوله عليه الصلاة والسلام: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، يفقهه يعني الفقه الأكبر والأصغر، يعني التوحيد وعلم الحلال والحرام.
ابن القيم في هذه الأبيات قال: ((والأمر والنهي الذي هو دينه))، الأمر والنهي يعني العلم بالحلال والحرام يعني به الفقه. وهذا ولا شك أنه من علمه فإنه سيصلي على وفق الشريعة، سيتطهر وفق الشريعة، سيصوم على وفق الشريعة، يحج على وفق الشريعة، يبيع ويشتري على وفق الشريعة، بل يعاشر أهله على وفق الشريعة، ففرق بين عالم وجاهل وليس سواءاً عالم وجهول، الفقه، الأمر والنهي يلاحقك في كل مكان حتى في جلستك هاذه يلاحقك الأمر والنهي والخلال والحرام والواجب والمندوب والمباح والمكروه إلخ... فمن علم أحكام الشريعة تصرف في أحواله على وفق تلك الأحكام فيكون مأجوراً في كل حاله لأنه يفعل ما يفعل متذكراً حكم الشريعة ويتصرّف على وفق ذلك، وإذا أتى بعض الذي يريد أن يأتيه، يأتيه وهو يعلم أن الحكم كذا وكذا وأن هذا يجوز في هذا الحال وهذا لا يجوز في هذا الحال، بخلاف من هو جاهل فإنه لا يعلم إلا قليلا فسيرتكب كثيراً من الأشياء وهو لا يعلم أنه غالط، يعصي و لا يعلم أنه عصى، يخالف ولا يعلم أنه يخالف، لهذا صار أعظم الناس علماً بالحلال والحرام وبالفقه هم أشد الناس إستغفاراً لله جلّ وعلا بل أعظم الناس علما هو المصطفى صلى الله عليه وسلّم فإنه يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس الواحد مئة مرّة كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام، لهذا فائدة عظم العلم بالحلال والحرام أن يمشي العبد وأن يسير في أحواله كلها على وفق العلم، الواحد يعاشر أهله يأتي يجلس مع أولاده يكلم زوجه، يكلم أباه يكلم أمه، إذا كان غير عالم أو غير طالب علم أو ما يعرف الأحكام الشرعية المتعلقة بكل هذه فسيعاملهم بمقتضى الطبع، بمقتضى ما يهوى أو بمقتضى ما ألف في بلده وفي مجتمعه أو ما يختاره مزاجه ورأيه فهذا لا يشك أنه قد يكو ضلالاً، قد يكون خروجاً عن ما جاء في حكم الشرع لهذا ((الأمر والنهي الذي هو دينه)) هذا أعظم العلزم النافعة بعد التوحيد فمن كان علاماً بالتوحيد عالماً بالفقه فإنه قد حضي على هذين النوعين من العلم النافع.
والعلم الثالث: قال ابن القيم فيه: ((وجزاؤه يوم المعاد الثاني))، هذه الأقسام العلوم الثلالثة
والعلـم أقسـام ثلاث مـا لها من رابع و الحق ذو تبيـان
النوع الأول: التوحيد.
والثاني: الفقه.
والثالث: ما يحصل يوم القيامة، علم الجزاء يوم القيامة يعني ما يحصل يوم القيامة وما يكون فيها وكيف يجازي الله العباد وما يجازي به الله العباد، وكيف تكون الحسنات وكيف تكون السيئات، وكيف يحاسب الإنسان في قبره وبما يحاسب والعقوبات ومكفرات الذنوب والم.. إلى آخر ذلك.
هذا لا شك من العلم العزيز الذي هو نور في صدور أهله، ولهذا تجد أن الفرآن كثير من آياته في القيامة، بل أعظم ما جاء في القرآن، أكثر ما جاء في القرآن التوحيد ثمّ القيامة ثمّ الأوامر والنواهي يعني الحلال والحرام والأحكام. لما؟ لأن الحقيقة صلاح أو استقبال العبد للأمر والنهي والحلال والحرام إنما يكون بعد حسن توحيده وصلاح قلبه، وبعد خوفه من الله جلّ وعلا و علمه بما يكون يوم المعاد الثاني، يوم القيامة.
فإذاً العلم الذي هو العلم النافع ويُصى به والذي ثمراته ستأتي إن شاء الله تعالى، أو من ثمراته هو هذا العلم الذي ذكره ابن القيم: التوحيد، الفقه، ما يحصل يوم القيامة من بعد موتك إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.
هذا العلم النافع ما مصدره؟ من أين تتلقاه؟ لا شك أن العلم لا بد أن يُتلقى عن الله جلّ وعلا وعن الرسول صلى الله عليه وسلّم.
ولهذا قال ابن القيم بعدها: ((والكل))، يعني كل هذه الأقسام من العلوم
و الكل في القرآن و السنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان
العلماء ما وضيفتهم؟ العلماء ورثة الأنبياء بنص الحديث، فإذا كان العلم في الكتاب والسنة فما وضيفة العلماء من الصحابة رضي الله عنهم إلى وقتنا الحاضر وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء مبلغون الأنبياء مبشرون ومنذرون، يبلغون رسالات الله كما قال سبحانه: ?الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ? [الأحزاب:39]، فإذاً العلماء وضيفتهم البلاغ بيان الحق وعدم الكتمان فلا بدّ أن يكون للنبي عليه الصلاة والسلام في كل زمان من أهل العلم من يصدعون بأحكام الله جلّ وعلا في بيان التوحيد وبيان ضده من الشرك، وبيان حقوق الله جلّ وعلا وبيان الحلال والحرام وبيان ما يقرّب الناس إلى الجنة ويباعدهم من النار، هذه مهمة الأنبياء والمرسلين وهي البلاغ: ?إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ? [الشورى:48]، فإذا كان كذلك فإذاً العالم يشرح للعامة، يشرح للناس معاني كلان الله جلّ وعلا ويشرح معاني الرسول، يبين الأحكام بما يعلم من دليل الأحكام من الكتاب والسنة أومن إجماع أهل العلم أو بما اجتهد فيه المجتهدون، فإذاً العالم في الحقيقة في هذه الأمة وَرِثَ نبينا عليه الصلاة والسلام وهذه الأمة ليس فيها نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام كان بنو إسرائيل تفوتهم الأنبياء كلما مضى نبي جاء نبي ، الأنبياء في بني إسرائيل كثير جداً عددهم لكن في هذه الأمة جعل الله جلّ وعلا العلماء يقومون مقام الأنبياء في البيان والإرشاد والجهاد وبيان الحق وبيان ضده حتى يكون الناس على بصيرة وقد قال عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»، كما هو في الصحيح، إذا تبين هذا فإذاً العلم يُأخذ عن أهله، وأهل العلم هم الذين يبينون معاني الكتاب والسنة.
رام طوائف من الخوارج وغيرهم راموا أهل العلم عن غير الصحابة بل عن أنفسهم فضلوا وأضلوا بل قال فيهم عليه الصلاة والسلام: «سيكون قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يُجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم ولئن لقيتهم لأقتلنّهم قتل عاد»، وهذا يدلك على أن الشأن ليس في أخذ العلم، يعني في أخذ القرآن، في أخذ السنة، وإنما الشأن في الطريقة التي يُأخذ بها معنى القرآن ومعنى السنة، ولهذا قال ابن القيم مبينناً لك هذا المعنى، قال:
و الجهـل داء قاتـل وشفاؤه أمران في التركيب متفقـان
شفاء الجهل:
نص من القـرآن أو من سنـة وطبيب ذاك العالـم الرباني
لا بد من طريق، وإلا فإن النبي عليه الصلاة والسلام ذمّ من لم يأخذ العلم عن أهله ما ذمّ الخوارج وكما ذمّ غيرهم، لهذا نقول: العلم لا شك النافع الذي ينفع العبد في دنياه وفي آخرته وله من الثمرات ما سيأتي بيان بعضها هو العلم بهذه الأقسام وهذا طريقه فإن العلم الذي يستقل به العبد فإنه قد يكون فيه من البلاء عليه ومن الغلط ما لا تأمن معه العاقبة، لهذا نقول انه إذا اتضح لك ذلك وبان لك أن العلم أعظم ما تسعى إليه وأن «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين»، وأن النبي عليه الصلاة والسلام شبّه الذي قبل الهدى والعلم الذي جاء به عليه الصلاة والسلام شبهه الذي قبل الهدى والعلم الذي جاء به عليه الصلاة والسلام بالأرض النقيّة الطيبة التي حفضت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فنفعت الناس، قال ذلك «مثل من علِمَ وعلَّم»، إذا علمت هذا، علمت عظم هذا المثل، وأن أعظم من أخذ وقبل هدى الله جلّ وعلا الذي بعث فيه عليه الصلاة والسلام هو من علم فعلّم زادك هذا حرصاً على العلم وأخذاً له وشغفاً به ومحافظةً عليه، وحرصاً على طريق أهله وهم العلماء الذين ورثوا محمداً عليه الصلاة والسلام.
إذا تبيّن هذا، نقول أن العلم له ثمرات عظيمة لمن أخذه بحق، وهذه الثمرات يعني الفوائد والنتائج تراها مثمرةً للعبد في نفسه وتراها مثمرةً لمن أخذ العلم أيضاً في غيره، فثمرات العلم لا تقتصر على العبد في نفسه بل العلم يُثمر لمن حمله بحق يثمر في نفسه وفي غيره، كلٌّ بحسب ما قدّر الله جلّ وعلا له، لا شك أن العلماء في أنواع ثمارهم لا يتساوون، لا يتساوون وكذلك طلبة العلم لا يتساوون وصحابة النبي عليه الصلاة والسلام الذين هم من العلماء لم يتساووا في أثر العلم على الناس جميعاً فمنهم من كان له أعظم الأثر ومنهم من كان له الأثر العظيم لكنه أقل من السابق وهكذا، وكل أثرهم كان في العلم عظيم، لهذا نقول أن الثمرات هاته منها ما هو قاصر على العبد لنفسه ومنها ما هو متعدٍ، منها ما هو قليل ومنها ما هو قليل كثير.
العلم أعظم ما يورث في العبد: خشية الله جلّ وعلا ولا شك أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة يتبغض ويزيد وينقص لهذا من أعظم ما يزيد به الإيمان: العلم، والعلم يورث الخشية فرجع الأمر إلى أن من ثمرات العلم على طالب العلم أن يكون ذا خشية من الله جلّ وعلا وحقيقة الخشية التي قال فيها جلّ جلاله في وصف أهلها: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ? [فاطر:28]، حقيقة هذه الخشية أنه خوف لكن مع عدم إضطراب، الخوف يكون معه عدم إضطراب ويكون معه عدم سكينة ولهذا كان الخوف عامة، قال خاف فلان من عدوه وخاف من النار وخاف من الأسد وخاف من المرض وخاف من ...
هذا الخوف يُحدث للعبد إضطراباً، نوعاً من الإضطراب لكن إذا كان الخوف خوف خشية فإن هذا هو خوف الملائكة وخوف الأنبياء الذي هو خوف الخشية لهذا جعل الله جلّ وعلا خوف العلماء منه، خوف خشية فقال جلّ جلاله ?إِنَّمَا يَخْشَى?، ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ?، لما كان الإيمان يتبعّض كذلك الخشية تتبعّض لهذا العلم كلما زاد كلما قاد صاحبه إلى الخشية وإذا كان أضعف خشية تارة فإنه يُذكر صاحبه بأن يعود إلى الله جلّ وعلا وخشيته والإنابة، لهذا قال بعض أهل العلم: ((طلبنا العلم وليس لنا نية، فجاءت النية بعد))، لماذا؟ طلب العلم بدون نية، طلب العلم تبعاً لزملائه تبع أصدقائه أو طاعةً لوالديه أو لأي سبب من الأسباب، ما كان له نية صالحة في...، أو ما كان له نية في العلم بالله جلّ وعلا وتعظيم خشيته والإنابة إليه، ثمّ لما أخذ طرفاً من العلوم قاده ذلك إلى خشية الله جلّ وعلا، لهذا أعظم ما يُثمر العلم في العبد أن يكون ذا خشية من الله جلّ وعلا وأن يكون مجلاً له سبحانه خائفا.
من ثمرات العلم: أن يكون العبد مخلصاً، العلم النافع الذي هو التوحيد يقوده إلى الإخلاص، لأنه يعلم، من علم التوحيد ورفع به الرأس وحافظ عليه، ولم يهجره إلى غيره بل تمسّك به، دائماً يُلاحقه في إخلاصه، يُلاحقه في نيته، يُلاحقه في تعظيم حق ربه جلّ وعلا، ويلاحقه في نبذ الشرك بأنواعه من الشرك الأكبر والعياذ بالله والأصغر وهو كثير في زماننا هذا وكذلك الشرك الخفي الذي هو في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على الصفاة السواء في ظلمة الليل. بعض الناس يقول: الحمد لله يعني إنا مخلصين وما عندنا لله الحمد شرك ولا... لا التوحيد يدلك على الإخلاص في كلّ شيئ، يُلاحقك، كيف تُخلص في طلبك للعلم، كيف تُخلص في معاملتك لوالديك، كيف تُخلص في معاملتك لأهلك، كيف تُخلص في عملك لأن التعامل في الجميع مع من؟ مع ربّ العالمين جلّ جلاله فالإخلاص بأن يكون القصد وجه الله جلّ وعلا هذا شرط العمل، «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لمرء ما نوى»، لهذا جاء في برّ الوالدين لما ذكر الله جلّ وعلا في سورة الإسراء الأمر ببر الوالدين ذكّر الله جلّ وعلا بالإخلاص، لما قال سبحانه: ?فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً? [الإسراء:23-25]، قال العلماء لابد الإنسان إذا رعى والديه في حال الكبر لابد أن يكون عنده نوع مَلَك، لابد أن يكون عنده نوع فتور ورغبة في أنه لا يفعل هذا الشيئ، نوادر من يكون صابراً محتسباً في كلّ حركة وفي كلّ قول وفي كلّ عمل، قال سبحانه: ?رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ?، هل تعملون هذا إحتساباً وامتثالاً ورغبةً في ما عنده جلّ وعلا وتعالا أو تعملونه كرهاً، ?إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ?، إذا صلحت منكم القلوب باطناً والنية باطناً وصلحت منكم الأعمال ظاهراً ?فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ?، الذين يكثرون الرجوع إليه إستغفاراً من ما قد يحصل من القصور، ?غَفُوراً?، يغفر الذنب مغفرةً واسعة. هذا تنبيه للإخلاص في معاملة الناس، فكيف في معاملة الأهل، معاملة الأولاد، التعامل مع أهل الحقوق جميعاً، سواء كانوا كباراً أوصغارا.
إذاً أعظم مايُثمر العلم، العلم النافع أنه يُلاحِق صاحبه بالإخلاص في كل عمل، لهذا ذكر العلماء أن الإخلاص في كل عمل، الإخلاص في أي عمل له قدر مشترك في كل الأعمال، وكلّ عمل له إحلاص ونية تخصّه فالإخلاص في جميع الأعمال هو أن يكون القصد وجه الله جلّ وعلا لا الدنيا، هذا قدر مشترك في كل عمل، والإخلاص في كل عمل، يعني في الأعمال في كل عمل عمل، هذا بحسب ذاك العمل.
فالإخلاص في طلب العلم ما هو؟ قال العلماء أن ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، ينوي أن يتعلم ليرفه الجهل عن نفسه فيعمل بنية عمل موافق الشريعة وأن يعلم ليعلّم غيره ويبلّغ شريعة الله جلّ وعلا، الإخلاص في برّ الوالدين له حال، الإخلاص في العمل له حال، إلخ... الإخلاص في الجهاد له حال، الإخلاص في الدعوة له أيضاً تعريف، إذا فهذا من عظيم ما تطلبه وتسجله من الفوائد عندك أن تتطلب الإخلاص العام والإخلاص الخاص، فأعظم ما يلحقك به العلم ويُثمر في قلبك الثمرات النافعة أنه يلاحقك في الإخلاص، أن تكون مخلصا لله جلّ وعلا في جميع أحوالك.
ولقد قال ابن القيم رحمه الله في ذكر المخلصين قال:
فلواحد كن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمـان
يعني كن في جميع أعمالك لله الواحد الأحد.
من ثمرات العلم: أن العلم يورث العمل الصالح، العلم النافع لا بد لصاحبه أن يكون ذا عمل، يعني أن يعمل بما علم، أما الذي لا يعمل بما علم فهو داخل في قول الله جلّ وعلا: ?أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ? [البقرة:44]، فقال السلف رحمهم الله: العلم يورث العمل، ويهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
فصار للعلم مع العمل له شأنان الأول أنّ العلم يورث العمل، من علم علماً نافعا لابد أنه يخشى الله ويتقيه ويحافظ على الفرائض ويجتنب المحرمات، وأهل العمل في ذلك درجات، وأيضاً العلم يهتف بالعمل، العلم دائما يطلب من صاحبه أن يعمل، يطلب من صاحبه أن يعمل فإن أجابه، يعني ان وجد العلم من صاحبه العمل وإلا ارتحل عنه، ولذلك شيخ الإسلام رحمه الله ذكر من فوائد قوله تعالى: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً? [النساء:66]، قال من فوائد الآية أن الفعل والعمل لما أمر به العبد وعلمه يورث الخيرية له ويورث الثبات، قال: ?لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً?، تثبيتاً في إيش؟ قال تثبيتاً في الإيمان وتثبيتاً للمعلومات ولهذا نرى من علمائنا الصالحين حفظهم الله جلّ وعلا ونفع بهم، نرى منهم العمل الكثير الصالح مما ثبت العلم في قلوبهم وفي صدورهم فنفعوا الناس عقوداً من السنين، عشرات السنين وهم ينفعون الناس وذلك من فضل الله جلّ وعلا عليهم ونعمته ختم الله جلّ وعلا لهم بخير، إذاً لا بد لك إذا أردت العلم أن يُثمر العلم الذي تعلمه العمل، كيف يُثمر العمل؟ يعني أعظم العمل صلاح القلب بأنواع أعمال القلوب لأن أعمال أعمال القلوب شأنها عظيم، أعمال القلوب من مثل الإخلاص لله جلّ وعلا ومن مثل التوكل على الله جلّ وعلا والإنابة إليه خشية الرب جلّ وعلا محبته، الخوف منه سبحانه وتعالى، الرغب وحسن الضن به، أعمال القلوب من جهة عدم الكبر، التواضع لله جلّ وعلا، تحقير النفس في ذات الله جلّ وعلا إلخ... أعمال القلوب يجب أن تفتش عنها لأنها واجبات وكثير من الناس يغفل عنها، ثم العمل أعمال الجوارح منها إتيان الفرائض وترك المحرمات والمسابقة في النوافل، المسابقة في النوافل من الصلاة والصيام والصدقات، والعلم النفل والدعوة النفل إلخ... هذا كله مما يثبت العلم ويجعل العبد مأتمرا بالمعروف منتهيا عن المنكر، لا شك الموضوع يطول تفصيله لكن هذه الإشارات لعلها تكون مفتاحاً لكم في مدارسة غيرها.