عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) الْآيَةَ وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ. رواه مسلم (1/465) .·
غريب الحديث :
وَلَا نَسُوءُكَ : هو تأكيد للمعنى أي : لا نحزنك .
· اضاءات الحديث :
1. بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته واعتنائه بمصالحهم , واهتمامه بأمرهم ، حتى ساق الإمام مسلم رحمه الله هذا الحديث في كتاب الإيمان باب ) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة ) .
2. البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفاً - بما وعدها الله تعالى بقوله : سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها .
3. بيان عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى وعظيم لطفه سبحانه به صلى الله عليه وسلم .
4. الحكمة في إرسال جبريل لسؤاله صلى الله عليه وسلم وربنا جل جلاله يعلم : إظهار شرف النبي صلى الله عليه وسلم , والله أعلم ، وأنه بالمحل الأعلى فيسترضى ويكرم بما يرضيه.
5. قال الإمام النووي رحمه الله: فهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل )ولسوف يعطيك ربك فترضى (، قال الإمام ابن كثير رحمه الله في هذه الآية : أي في الدار الآخرة يعطيه حتى يرضيه في أمته وفيما أعده له من الكرامة .